ناجي العلي 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا ناجي العلي 829894
[b]ادارة المنتدي ناجي العلي 103798[/b
ناجي العلي 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا ناجي العلي 829894
[b]ادارة المنتدي ناجي العلي 103798[/b
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ناجي العلي

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
طبيب جراح

مدير المنتدى¤**¤مدير المنتدى¤*
طبيب جراح


ذكر عدد الرسائل : 3918
العمر : 37
علم الدولة : ناجي العلي Pal_Flag
رسالتي :

My SMS


مشتـــــــــــــاق لك


تاريخ التسجيل : 10/09/2007

ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: ناجي العلي   ناجي العلي I_icon_minitime21/12/2007, 7:04 pm

ناجي العلي

ناجي العلي بقلمه

طور الصبا

وبدأ الغزو ..

دور النساء

ما زلنا أحياء...بالصدفة!

الوعي يتشكل

حنظلة

عذاب ..الرسم!

و ..سنستمر ..


شخصيات الكاريكاتير

حنظلة

فاطمة المرأة الوطن

الرجل الطيب

الشخوص المتكرشة


ما كتبوا

عندما تتنكر الأرض بهيئة الإنسان.. أحمد مطر

عندما بكى ناجي.. سميح القاسم

ناجي خبرنا اليومي.. محمود درويش

ناجي العلي.. ارسم لكن عن الوطن فقط.. رغداء بندق


كتب ناجي العلي

المصدر:
موقع الفنان الشهيد ناجي العلي

*****************
ناجي العلي بقلمه

طور الصبا

اسمي ناجي العلي.. ولدت حيث ولد المسيح ، بين طبرية والناصرة ، في قرية الشجرة بالجليل الشمالي، أخرجوني من هناك بعد 10 سنوات ، في 1948 إلى مخيم عين الحلوة في لبنان .. أذكر هذه السنوات العشر أكثر مما أذكره من بقية عمري، أعرف العشب والحجر والظل والنور ، لا تزال ثابتة في محجر العين كأنها حفرت حفراً .. لم يخرجها كل ما رأيته بعد ذلك .

.. أرسم .. لا أكتب أحجبة ، لا أحرق البخور ، ولكنني أرسم ، وإذا قيل أن ريشتي مبضع جراح ، أكون حققت ما حلمت طويلاً بتحقيقه.. كما أنني لست مهرجاً ، ولست شاعر قبيلة – أي قبيلة – إنني أطرد عن قلبي مهمة لا تلبث دائماً أن تعود .. ثقيلة .. ولكنها تكفي لتمنحني مبرراً لأن أحيا .

متهم بالانحياز ، وهي تهمة لا أنفيها .. أنا لست محايداً ، أنا منحاز لمن هم "تحت" .. الذين يرزحون تحت نير الأكاذيب وأطنان التضليلات وصخور القهر والنهب وأحجار السجون والمعتقلات، أنا منحاز لمن ينامون في مصر بين قبور الموتى ، ولمن يخرجون من حواري الخرطوم ليمزقوا بأيديهم سلاسلهم ، ولمن يقضون لياليهم في لبنان شحذاً للسلاح الذي سيستخرجون به شمس الصباح القادم من مخبئها .. ولمن يقرأون كتاب الوطن في المخيمات.

كنت صبياً حين وصلنا زائغي الأعين ، حفاة الأقدام ، إلى عين الحلوة .. كنت صبياً وسمعت الكبار يتحدثون .. الدول العربية .. الإنكليز .. المؤامرة .. كما سمعت في ليالي المخيم المظلمة شهقات بكاء مكتوم .. ورأيت من دنت لحظته يموت وهو ينطلق إلى الأفق في اتجاه الوطن المسروق ، التقط الحزن بعيون أهلي ، وشعرت برغبة جارفة في أن أرسمه خطوطاً عميقة على جدارن المخيم .. حيثما وجدته مساحة شاغرة .. حفراً أو بالطباشير..

وظللت أرسم على جدران المخيم ما بقي عالقاً بذاكرتي عن الوطن ، وما كنت أراه محبوساً في العيون، ثم انتقلت رسوماتي إلى جدران سجون ثكنات الجيش اللبناني ، حيث كنت أقضي في ضيافتها فترات دورية إجبارية .. ثم إلى الأوراق .. إلى أن جاء غسان كنفاني ذات يوم إلى المخيم وشاهد رسوماً لي، فأخذها ونشرها في مجلة " الحرية"وجاء أصدقائي بعد ذلك حاملين نسخاً من " الحرية " وفيها رسوماتي ... شجعني هذا كثيراً.

ناجي العلي Palnaji81

حين كنت صبياً في عين الحلوة ، انتظمت في فصل دراسي كان مدرسي فيه أبو ماهر اليماني ..وعلمنا أبو ماهر أن نرفع علم فلسطين وأن نحييه ، وحدثنا عن أصدقائنا وأعدائنا .. وقال لي حين لاحظ شغفي بالرسم " ارسم .. لكن دائماً عن الوطن " ..

ناجي العلي Palnaji1

وتوجهت بعد ذلك إلى دراسة الفن أكاديمياً ، فالتحقت بالإكاديمية اللبنانية لمدة سنة ، أذكر أني لم أحاول خلالها إلا شهراً أو نحو ذلك ، والباقي قضيته كما هو العادة في ضيافة سجون الثكنات اللبنانية .. كانوا يقبضون علينا بأية تهمة ، وبهدف واحد دائماً: هو أن نخاف ، وكانوا يفرجون عنا حين يملون من وجودنا في السجن ، أو حين يتوسط لديهم واحد من الأهل أو الأصدقاء.

ولآن الأمور كانت على ما كانت عليه ، فقد فكرت في أن أدرس الرسم في القاهرة ، أو في روما ، وكان هذا يستلزم بعض المال ، فقررت أن اسافر إلى الكويت لأعنل بعض الوقت .. وأقتصد بعض المال .. ثم اذهب بعدها لدراسة الرسم ..

ووصلت بالفعل إلى الكويت عام 1963، وعملت في مجلة" الطليعة " التي كانت تمثل التيار القومي العربي هناك في ذلك الوقت .. كنت اقوم أحياناً بدور المحرر والمخرج الفني والرسام والمصمم في آن واحد .. وبدأت بنشر لوحة واحدة .. ثم لوحتين ..وهكذا .. وكانت الاستجابة طيبة .. شعرت أن جسراً يتكون بيني وبين الناس ، وبدأت أرسم كالمحموم ، حتى تمنيت أن أتحول إلى أحد آلهة الهند القدامى .. بعشرين يداً .. وبكل يد ريشة ترسم وتحكي ما بالقلب .. عملت بصحف يومية بالإضافة إلى عملي ، ونشرت في أماكن متفرقة من العالم .

كنت أعمل في الكويت حين صدرت جريدة" السفير " في بيروت . ولقد اتصل بي طلال سلمان وطلب مني أن أعود إلى لبنان لكي أعمل فيها . وشعرت أن في الامر خلاصاً ، فعدت ولكني تألمت وتوجعت نفسي مما رأيت ، فقد شعرت أن مخيم عين الحلوة كان أكثر ثورية قبل الثورة ، كانت تتوفر له رؤية أوضح سياسياً ، يعرف بالتحديد من عدوه وصديقه ، كان هدفه محدداً فلسطين ، كامل التراب الفلسطيني .

ناجي العلي Palnaji79

لما عدت ، كان المخيم غابة سلاح ، صحيح ، ولكنه يفتقد إلى الوضوح السياسي، وجدته أصبح قبائل ، وجدت الأنظمة غزته ودولارات النفط لوثت بعض شبابه ، كان هذا المخيم رحماً يتشكل داخله مناضلون حقيقيون ، ولكن كانت المحاولات لوقف هذه العملية . وأنا اشير بإصبع الاتهام لأكثر من طرف ، صحيح أن هناك تفاوت بين الخيانة والتقصير ، ولكني لا أعفي أحداً من المسؤولية ، الأنظمة العربية جنت علينا ، وكذلك الثورة الفلسطينية نفسها .

ناجي العلي Naji3am65

وهذا الوضع الذي اشير إليه يفسر كثيراً مما حدث أثناء غزو لبنان .

وبدأ الغزو ....

عندما بدأ الغزو كنت في صيدا ، الفلسطينيون في المخيمات شعروا أنه ليس هناك من يقودهم ، اجتاحتنا إسرائيل بقوتها العسكرية ، انقضت علينا في محاولة لجعلنا ننسى شيئاً اسمه فلسطين ، وكانت تعرف ان الوضع عموماً في صالحها ، فلا الوضع العربي ، ولا الوضع الدولي ولا وضع الثورة الفلسطينية يستطيع إلحاق الهزيمة بها ، والأأنظمة العربية حيدت نفسها بعد " كامب ديفيد ".

ناجي العلي Naji3am109

في الماضي كانت الثورة الفلسطينية تبشر بحرب الأغوار بالرجب الشعبية ، العدو جاء باتجاهنا وكل قياداتنا العسكرية كانت تتوقع الغزو، وبتقديري ، ورغم أنني لست رجلاً عسكرياً ولم أطلق رصاصة في حياتي ، أنه كان من الممكن أن تجتاح إسرائيل لبنان بخسائر أكبر بكثير ، وهنا تشعر أن المؤامرة كانت واردة من الأنظمة ومن غير الأنظمة ، أقصد مؤامرة تطهير الجنوب والقضاء على القوة العسكرية الفلسطينية وفرض الحلول " السلمية" وتشعر أنه مقصود أن تقدم لنا هذه "الجزرة" لكي نركض وراء الحل الأمريكي.

ناجي العلي Naji3am108

هذا هو الوضع العربي والوضع الفلسطيني جزء منه ، بتقديري أنه كان يمكن أن نسدد ضربات موجعة لإسرائيل ، ولكن مخيماتنا ظلت بلا قيادة ، وكيف لأهاليها أن يواجهوا الآلة العسكرية الإسرائيلية !

الطيران والقصف اليومي من البر والبرح والجو ، بالإضافة إلى أن الوضع كان عملياً مهترئاً ، قيادة هرمت ، ومخيمات من زنك وطين، اجتاحها الإسرائيليون وجعلوها كملعب كرة قدم ، ومع ذلك وصل الإسرائيليون إلى بيروت وحدود صوفر ، والمقاومة لن تنقطع من داخل المخيمات وبشهادات عسكريين إسرائيلين وبشهادتي الشخصية اعتقلت أنا وأسرتي كما اتعقلت صيدا كلها وقضينا 3 أو 4 أيام على البحر .

بعد أن تم الاحتلال ، كان همي أن أتفقد المخيم لأعرف طبيعة المقاومة والقائمين بها ، أخذت معي ابني _وكان عمره 15 سنه وذهبنا في النهار ، كانت جثث الشهداء ما زالت في الشوارع والدبابات الإسرائيلية المحروقة على حالها على أبواب المخيم لم يسحبها الإسرائيليون بعد ، تقصيت عن طبيعة المقاومين فعرفت أنهم أربعون أو خمسون شاباً لا أكثر ، كان الأإسرائيليون قد حرقوا المخيم والأطفال والنساءكانوا مازالوا في الملاجيء، وكانت القذائف الأإسرائيلية تنفذ إلى الأعماق وكان قد سقط مئات الضحايا من ألأاطفال في المخيم وفي صيدا . وبشكل تلقائي عاهد هؤلاء الشباب أنفسهم أنهم لن يستسلموا وأنها الشهاجة أو الموت ، وفعلاً لم تستطع إسرائيل أن تأسر أي واحد من هؤلاء الشباب . في النهار ، في ضوء الشمس كانت إسرائيل تنقض عليهم . وفي الليل يخرجون هم بالأر بي جي . فقط .

هذه صورة مما حدث في مخيم عين الحلوة ، وأنا شاهد ولكني أعرف أن هناك صوراً أخرى في مخيمات صور والبرج الشمالي والبص والرشيدية .

كان الناس في الملجأ وفي الشارع يدعون لله ويسبون الأنظمة وكل القيادات ويلعنون الواقع ولا يبرئون أحداً ، ويشعرون أنه ليس لهم إلا الله ويتحملون مصيرهم .

ناجي العلي Naji3am99

جماهير الجنوب بما فيها جماهيرنا الفلسطينية المعترة (الفقيرة ) هي التي قاتلت وهي التي حملت السلاح ووفاء لهذا الشعب العظيم الذي أعطانا أكثر مما أعطانا أي طرف آخر، وعانى وتهدم بيته ، لابد من أن يقول المرء هنا إن مقاومي الحركة الوطنية اللبنانية قد جسدوا روح المقاومة بما يقارب الأسطورة . وفي رأيي أن الإعلام العربي مقصر في ع ملية توضيح روح المقاومة الحقيقية .

دور النساء

ناجي العلي Lebanon112

في عين الحلوة تبعثر الناس بين البساتين مع أطفالهم ، أما إسرائيل فلمت كل الشباب (أنا مثلاً انفرزت 4 أو 5 مرات ) ثم اعتقلت ونقلت معظمهم إلى أنصار .

ناجي العلي Lebanon56

وهنا بدأ دور النساء . ولا أعتقد أن بإمكان أي فنان أ، يجسد ذلك الوضع الذي عاش في ظله أهالي الجنوب ، على لافور بدأت النساء_ والجثث مازالت في الشوارع _تعود إلى بيوت الزنك الذي انصهر وتعمل مع أطفالها على إصلاح البيت ، بالأحجار ، وبالخشب ، تظلل أولادها من الشمس ، تعمل كالنمل تعيد بناء عششها التي تهدمت . وكان شاغل إسرائيل والسلطة اللبنانية أيضاً أن تختفي هذه المخيمات لأنها هي البؤرة الحقيقية للثورة ، ولكن النساء والأطفال في غيبة الرجال في معسكرات الاعتقال أو المختفين من الرصد الإسرائيلي ، قاموا بإعادة بناء مخيم عين الحلوة .

شاهدت كيف كان الجنود الإسرائيليون يخشون من الأطفال (الشبل ابن العاشرة أو الحادية عشرة كان لديه القدر الكافي من التدريب الذي يمكنه من حمل مدفع الأر بي جي . والمسألة ليست معقدة ، دباباتهم أمامك وسلاحك في يدك ) كان الإسرائيليون يخشون من دخول المخيم وإن دخلوه فلا يكون ذلك إلا في النهار .

عندما تركت لبنان منذ أكثر من سنة ، كان مخيم عين الحلوة قد عاد .. الحائط الذي ينهدم يعاد بناؤه ويكتب عليه " عاشت الثورة الفلسطينية ، المجد للشهداء ".

ناجي العلي Palnaji87

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7modi.ahlamontada.com
طبيب جراح

مدير المنتدى¤**¤مدير المنتدى¤*
طبيب جراح


ذكر عدد الرسائل : 3918
العمر : 37
علم الدولة : ناجي العلي Pal_Flag
رسالتي :

My SMS


مشتـــــــــــــاق لك


تاريخ التسجيل : 10/09/2007

ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ناجي العلي   ناجي العلي I_icon_minitime21/12/2007, 7:07 pm

وفي تقديري أن هذا العمل لم يكن بتوجيه من أحد بل جاء تلقائياً وكنوع من الانسجام مع النفس .كانت كبرياء الناس وكرامتهم هي التي تملي عليهم تلك المواقف ، لأنه في حالات كثيرة كان الإنسان يتمنى الموت . والإسرائيليون اوصلونا إلى حالة نفسية من هذا النوع كنا قد تجاوزنا مرحلة الخوف والهلع ، وكان الخط الفاصل بين الحياة والموت قد سقط .

أصيبت ابنتنا الصغيرة جودي من قصف عشوائي من جماعة سعد حداد وكان ذلك سنة 1981 ، قبل الاجتياح كنت نائماً وسمعت الصراخ ثم حملتها وهي تصرخ وأجرينا لها عملية جراحية ، ولا نزال نعالجها .

ناجي العلي Palnaji14

ولكن مصيبتنا تتضاءل أمام مصائب الناس ، فهناك عائلات فقدت خمسة أو ستة شباب من أبنائها وأصبح البيت خاوياً ، همنا الشخصي لا يذكر. وكان يؤرقني طوال الوقت إحساس بالعجز عن الدفاع عن الناس ، فكيف أدافع عنهم برسم ؟ كنت أتمنى أن أستطيع أن أفدي طفلاً واحداً . إن ظروف الادجتياح من قسوتها أفقدت الناس صوابهم . مرة وأنا عائد إلى البيت مع ابني خالد وجدت رجلاً عارياً، كان الناس ينظرون إليه باستغراب ، ناديت على وداد ، زوجتي ، طلبت منها أن تنزل لي قميصاً وبنطلوناً . كان الرجل حجمه كبير فأحضرت قميصاُ من عندي وبنطلوناً من عند جارنا وألبسناه ، كان الرجل في وضع مأساوي جداً حاولت أن أسأله لكنه لم يتكلم . سألت عنه فعرفت أنه من صيدا وأنه عندما استمر القصف عدة ليال اضطر للخروج ليحضر لأولاده خبزاً أو شيئاً يأكلونه على أمل أن يجد دكاناً مفتوحاً ، لأن صيدا القديمة شوارعها مشقوفة وبالإمكان أن يسير فيها الإنسان بقدر نسبي من الأمان . لم يجد الرجل أي دكان مفتوح فعاد إلى بيته . ولكنه وجد البيت وقد تهدم على زوجته وأطفاله السبعة أو الثمانية ففقد توازنه .

وعندما أخذنا الإسرائيليون باتجاه البحر ، مررت من أمام هذا البيت فوجدت لافتة مكتوباً عليها بالفحم " انتبه هنا ترقد عائلة فلان " (للأسف نسيت الاسم ) هذه اللافتة كتبها هو بنفسه ، لأن الجثث كانت لاتزال تحت الردم . فقد الرجل عقله وسار في الشارع عارياً.

هذه صورة من صور المآسي وهي عديدة . كان البعض يسر أمام الدبابات الإسرائيلية ويهتف "تعيش الثورة ، تسقط إسرائيل، يسقط بيغن " في حالة فقدان التوازن .

بجوار بيتنا هناك ساحة ، جاءت جرافات كبيرة وتصورنا أن الإسرائيليين سيقيمون مواقع دبابات لهم ولكنهم كانوا قد لملموا الجثث في الشوارع وأتوا بها لدفنها في هذا المكان الذي أصبح مقبرة جماعية .

كل من عاش هذه التجربة رأى حجم المأساة ، البعض استطاع استيعابها والبعض الآخر فقد إتزانه . ومع ذلك لم يعد هناك خيار. كانت المرأة تدافع عن زوجها ، تعيد بناء بيتها ، تؤمن ماءها ، تطمئن على الاولاد في أي معتقل، تخرج في المظاهرات ، تطالب بالإفراج عن الرجال المعتقلين. وكانت إسرائيل تحصدهم حصداً بالرصاص . وهناك صديقة إيطالية صورت مشهد النساء اللاتي سقطن برصاص الجنود واستشهدن، لاحقها الإسرائيليون ومرغوها في الوحل ولكنها استطاعت الهروب وجاءت إلى البيت عند وداد زوجتي وغسلت الكاميرا ونشرت الصور التي التقطتها في مجلات غربية .

وفي هذه المرحلة كان الجيش الإسرائيلي يأتي بصحفيين إلى صيدا ويجعلهم يشاهدون كيف أن الجيش الإسرائيلي يقدم مياهاً للشرب للأطفال . ولم تكشف الصحافة المجازر التي جرت في صيدا . صحيح أن بعض الصحفيين كشفوا الذي حدث في صبرا وشاتيلا ولكن حتى هذا تم جزئياً في سياق هدف سياسي .

ناجي العلي Lebanon11

لم يكن الهدف من هذه المجازر البشعة قتل الآلاف من الفلسطينين ، إنما كان الهدف زجرنا بالمعنى النفسي . ولكن حتى إن مل البعض من النضال ، فهناك أجيال آتية وكما كنا نتعلم من الحزن في عيون آبائنا ، سوف يلتقط منا من يأتي بعدنا رسالة . جيلنا أعطى ولكن حجم المؤامرة علينا كان أكبر . الواقع العربي خدم أعداءنا / الواقع الدوزلي ومسائل أخرى كثيرة . ..شعبنا لا ينقصه قيادة بل حزب ، حزب يملك دليلاً نظرياً كاملاً يبدأ من نقطة الصفر. لو فهم من كلامي أني غير راض عن الثورة ساقول لك نعم أنا غير راض . أشعر أن فلسطين بحاجة إلى ملائكة ، جند الله ، ألف جيفارا ، أنبياء تقاتل ، قيادات حقيقية واعية تعرف كيف ترد . وبتقديري أن الانظمة العربية أجهضت ثورتنا ، وبتقديري أيضاً أن المقولة القائلة أن الفلسطينين وحدهم هم الذين عليهم تحرير فلسطين ، هي مقولة خائنة ، فكلنا نعرف ما هي طموحات إسرائيل بالنسبة لمصر ولبنان وسوريا .

وبعد الاجتياح بقيت شهراً في صيدا حاولت مثلي مثل غيري أن أرمم البيت وأن أواسي الناس واعزيهم ، أملأ ماء ، أنقل أشياء للناس ، إلخ ..ولكني كنت افكر ماذا أفعل وانتهيت إلى ضرورة الذهاب إلى بيروت حيث جريدة" السفير "وحيث بإمكاني أن أرسم .

ما زلنا أحياء ...بالصدفة!

مر وقت ظن فيه الناس أني مت ، إلى أن مرت إحدى الصديقات في صيدا واكتشفت أني موجود فأعطيتها رسومات لي لكي يطمئنوا في السفير ويتأكدوا من أني ما زلت حياً .

وكنت طوال الوقت افكر : ماذا أفعل ؟ وانتهى بي تفكيري إلى ضرورة الذهاب إلى بيروت ، فودعت زوجتي وأولادي وذهبت ، كان من الصعب أن أصل ليس فقط بسبب الإسرائيليين ولكن أيضاً بسبب الكتائب الذين كانت معرفتهم بأني فلسطيني سبباً كاتفياً لقتلي .

بدأت رحلتي ذات صباح باكر في سيارة ، ثم نزلت بين أشجار الزيتون في منطقة اسمها الشويفات واتجهت إلى بيروت مشياً ، ويومها التقيت بالكاتب المسحي السوري سعد الله ونوس الذي كان طالعاً باتجاه دمشق وكان لديه أخبار أني ميت ، ثم وصلت" السفير".

في بيروت التقيت بالكاتبين الفلسطينيين حنا مقبل (رحمه الله) ورشاد أبو شاور ، وكانا يصدران مجلة اسمها "المعركة " فصرت ارسم في" السفير" وأرسم في "المعركة "وأتسائل مالذي بإمكان المرء أن يفعله في مواجهة هذا القصف من الجهات الستة (من الأربع جهات ومن الجو والسيارارت المفخخة ) .وكما يقول الفلسطينيون " هنا يكون الموت موجب كثير" كان المواطن منا يشعر بالتقصير والعجز ويرحب بالموت .

وعشنا معاً نحن العاملين في السفير في تلك الفترة (وحتى البنات مرة طبخن معكرونة بلا لحم طبعاً ولاشيء ولكننا وجدناها أشهى أكلة . وكان معنا شاب مصري يعمل في الكانتين ويظل ساهراص معنا ويأتينا بالشاي والقهوة ) .كانت تجربة خاصة وحميمة وكان شغلنا هو رفع معنويات الناس بالكلمة ، وبالمانشيت ، بالرسم .

" السفير" قدمت لشبابها ، كما قتل الشاعر علي فودة وهو يوزع مجلة " الرصيف "التي كان يصدرها . كانت المسألة قدرية ، القذائف تصل الاطفال في الملاجيء .. وهكذا يشعر الإنسان أن بقاؤه حياً محض صدفة ، إذا جاءت القذيفة جاءت و إن لم تأتِ فذلك مجرد صدفة ، لم تكن هناك الفرصة أمام أحد ليحزن أو ليبكي . وأنا بكيت مرة واحدة بعد خروج المقاومة ومجزرة صبرا وشاتيلا . ولم يكن بكائي قهراً بقدر ما كان إعلاناً أني فلسطيني وأني أبكي الشهداء وأبكي الوضع . كنت أشعر بالوحشة . كثيراً من أصداقائي الحميمين كانوا قد ذهبوا وكنت أشعر أن البيوت من حولي فارغة . قبل ذلك كنت تلتقي في نفش تلك الشوارع بالمناضل المصري مع المناضل اللبناني مع المناضل الفلسطيني مع المناضل العراقي . والمرء يشعر بوجودهم ويتحامى فيهم ويستظل بهم ، ومع ذلك صار لبيروت بعد خروج المقاومة تقدرير خاص في نفسي .

ناجي العلي Najitoonb1

وكنت أسأل نفسي كيف أعبر ؟ كنت أشعر بالعجز وأتصور أنه لا يوجد أي شاعر يقدر على تجسيد أي مشعد أو لحظة واحدة من لحظات بيروت ، ومع ذلك كنت أرسم .

وفي يوم كان القصف فيه عنيفاً جداً على بيروت ، من الجهات الست ، وتوقفت كل الصحف ما عدا " السفير" وأين نلجأ ؟ لجأنا إلى الدور الأارضي محل المطابع . واستمر القصف طوال الليل ولم يتركوا زاوية أو بيتاً إلا وقصفوه . وعندما خرجت فوجدت كل البيوت مصابة من فوق ومن تحت وانضافت إليها شبابيك جديدة . رسمت زهرة مقدماً لبنت - رمز بيروت – من الفجوة التي احدثتها القذيفة مع عبارة " صباح الخير يا بيروت " .

ناجي العلي Najitoonb2

إن " صباح الخير" لليلة حالكة بهذا الشكل تكتسب معنى خاصاً تصور القاريء ، وبعد كل هذا القصف والموت ، يفتح الجريدة في الصباح ... فيرى الرسم ، ويرى أحداً يصبح على بيروت . كان ذلك كلقاءنا في الشارع بعد القصف نقبل بعضنا ونبتهج أننا ما زلنا أحياء وكل شيء يهون مادمنا ما زلنا أحياء ! .

و عندما بدأ الرحيل – وبالمناسبة لم استطع رؤية هذا المشهد الذي ربما يكون فيه مقتلي ...

ناجي العلي Lebanon33

لم أستطع الخروج لتوديع المقاومة ورؤية الناس وهي ترش الزهور والأرز على المقاتلين . أقول عندما بدأ الرحيل ومع أول سفينة غادرت الميناء ، رسمت فدائاً يترك السفينة الراحلة ويسبح عائداً إلى الشاطيء ، وهو يقول : " اشتقت لبيروت " .

ناجي العلي Najitoonb3

*****************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7modi.ahlamontada.com
طبيب جراح

مدير المنتدى¤**¤مدير المنتدى¤*
طبيب جراح


ذكر عدد الرسائل : 3918
العمر : 37
علم الدولة : ناجي العلي Pal_Flag
رسالتي :

My SMS


مشتـــــــــــــاق لك


تاريخ التسجيل : 10/09/2007

ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ناجي العلي   ناجي العلي I_icon_minitime21/12/2007, 7:09 pm

ناجي العلي بقلمه

الوعي يتشكل

إحساسي ووعي للوطن بدأ يتشكلان ونحن في المدرسة الابتدائية بعين الحلوة . كنا نستغل مناسبات مثل وعد بلفور ، أو ذكرى تقسيم فلسطين أو 15 ايار (مايو) للتعبير عن رغبتنا بالعودة إلى فلسطين .

ناجي العلي Najitoonb4

كنا في أيام الذكرى نرفع أعلاماً سوداء فوق المخيم ونمشي في شوارع وننشد أناشيد قومية لم تكن خاصة بفلسطين أول مرة ، ولكنها في المخيم تكتسب معنى فلسطينياً خالصاً. كان هناك بعض الأناشيد الخاصة بمناضلين استشهدوا في فلسطين مثل " يا ظلام السجن خيم / إننا نهوى الظلاما / ليس بعد الموت إلا / فجر مجد يتسامى " .

هذه النشيد ردده أحد شهداء ثورة 1936 كان سجيناً في يوم إعدامه ألقى هذا النشيد تناقله عنه السجناء الآخرون .

ناجي العلي Najitoonb5

بعد عودتي من السعودية كان بدأ يتشكل في المخيم بعض نشاط سياسي . كان هناك نشاط للقوميين السوريين وانتبهت إلى أن معظم الشباب المخيم كانوا مندفعين في حركة القوميين العرب . أما جماهيرالمخيم فكانت ناصرية ، إذا كان أمل الناس بالعودة قد أنتعش بعد بروز قيادة عبد الناصر .

ناجي العلي Najitoonb6

أنا حاولت أن أنتمي إلى حركة القوميين العرب 1959 إلا أنني اكتشفت ، واكتشفوا هم معي ، أنني لا أصلح للعمل الحزبي . فخلال سنة واحدة أبعدت أربع مرات عن التنظيم بسبب عدم انضباطي .

في تلك الفترة كنت أقرأ كتباً قومية لساطع الحصري وكان شباب الحركة هم الذين اشاروا علي بذلك ، كما كنت طبعاص اقرا مجلة " الحرية " التي كانت تصدر شهرياً آنذاك .

غسان كنفاني لم أقرأ له شيئاً في تلك الفترة ، غير أنني تأثرت به منذ رأيته يتكلم في إحدى الندوات في المخيم . رأيت أنه يعبر عن هموم الناس ، كانوا يحبونه . ونحن كنا نحب كل من يستطيع أن يقترب من همومنا الوطنية . في فترة لاحقة صرت اقرأ له كتاباته السياسية في مجلة " الحرية " .

الحركة كانت تشجعني على القراءة الأدبية . أحببت روايات نجيب محفوظ ، في فترة لاحقة قرأت لغسان "موت سرير رقم 12 " روايته " رجال في الشمس " أثرت بي كثيراً كما أثرت بمعظم أبناء جيلي من الفلسطينين . كانت صرخة " لماذا لم يدقوا جدار الخزانة " تصفعنا صفعاً وتجعلنا نفكر كثيراً .

كانت تلك الجملة تعني لي أنه مع كل الحصار المضروب حول شعبنا لا نستطيع أن نطلب النجدة من أحد ابطال رواية غسان ماتوا على جمارك الخليج دون أن يكون لديهم أي أمل في أن أحداً سيساعدهم أو يسامحهم . كنا نعتبر أنهم ماتوا أمام جمارك الأنظمة العربية جميعها . إذ ليس الخليج إلا رمزاً .

إضافة إلى ذلك كانت الأغنيات المصرية . حين استمع الآن إلى أغنية " الله أكبر " التي انطلقت أيام العدوان الثلاثي استعيد ذلك الزمان كله . عموماً أنا أحن إلى الأغاني كلها . إلى محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وصالح عبد الحي وزكرياأحمد أنها الاغنيات التي اطرب لها وتشعرني بالأصالة . كما أحب كثيراً أن استمع إلى أغنيات القرى التي كنت اسمعها في فلسطين وظللت متواصلاً معها في لبنان . في المخيم كنا نسمعها في المناسبات . كان الناس هناك يعيدون الطقوس القروية كاملة . وهناك أذكر أنني لم أكن أجد فرقاً كثيراً بين أغنيات القرى في فلسطين وشبيهاتها في الاردن وسوريا ولبنان كانت هي نفسها تقريباً .

بحكم ارتباطي ومعيشتي ودراستي في المخيم كنت اشعر لفترة أنني أعيش في " غيتو " فلسطيني . كان اختلاطنا معاً آنذاك بمثابة عزاء نقدمه لبعضنا البعض . كان الغيتو قسرياً من جهة أخرى حيث لم يكن يصح للفلسطيني أن يعمل في المؤسسات العامة ، ثم أنه كانت لنا مدارسنا الخاصة فينا حتى لا نتعلم في سواها نظراً لأوضاعنا المالية . في الفترة الأخيرة أعطتني تجربتي في جريدة " السفير" فرصة للاحتكاك بشباب غير فلسطينين . علاقاتي الحميمة الأخيرة كانت مع جنوبيين . اكتشفت أنه كلما تعززت علاقتي بشاب أو بفتاة يطلع من الجنوب . أظن أن بيننا شيئاً مشتركاً وأظن أن هواي هوى جنوبي.

ناجي العلي Najitoonb7

لم أحتك بالوسط الثقافي الفلسطيني ، ولم أدخل في المؤسسات الثقافية التابعة لمنظمة التحرير إلا في السنة الأخيرة قبل الاجتياح ، صرت عضواص في الأمانة العامة لاتحاد الكتاب .

ناجي العلي Najitoonb8

في الفترة الأخيرة، لم أكن فلسطينياً خالصاً في حياتي الشخصية والثقافية. صار مضمون الإنتماء الفلسطيني، بالنسبة لي، لباً يأخذ أشكالاً قومية وإنسانية عامة. هذا شعور وليس قراراً. هكذا كنت أشعر بمعزل عن الصيغ السياسية هذا الشعور إستمر عندي حين كانت تقوى النزعات القطرية وتشد عند الناس العديدين المحيطين بي. كان أحدهم يكتشف فجأة أنه لبناني أو فلسطيني أو سوري. أنا كنت أقاوم هذا التشتت لأنني أرى أن هناك مجالاً لشعور إضافي غامر يتمثل في وحدة أهدافنا جميعاً.

في بداية وعيي السياسي كنت أظن بأني، مع نفر قليل من أصدقائي في المخيم، نستطيع تحرير الجليل. كنت ولا أزال مقتنعاً بحرب التحرير الشعبية لأنني قد وصلت مبكراً إلى الكفر بالأنظمة وبجميع المؤسسات التابعة لها من عسكرية وسياسية وإدارية وثقافية الخ...

ناجي العلي Naji3am32

كنت اطمح إلى أن أتعلم القتال ، لكن هذا كان قبل الثورة ، وعندما بدأ الشعب الفلسطيني يتسلح لم أحاول أبداً أن أطلق رصاصة لأنني أعرف أنني في وضع غير القادر صحياً بسبب العملية الجراحية التي أجريت لي ومازالت إلى الآن.

أنا كنت مبشراً بالثورة وما أزال ، ولكن منذ بداية الثورة كان لي موقف من خط سيرها ، كنت أرى أنها يجب أن تكون قومية لا فلسطينية . فثورة 1936 كان لها هذا الطابع الفلسطيني المحض ، لذلك لم تنجح ثورة 36 في أن تكون نموذجي الذي يجب أن أحتذيه ، كذلك لن تنجح هذه الثورة الأخيرة.

حنظلة

رغبتي بالانتماء هي الآن أشد مما كانت سابقاً ، ولدي شعور بأنني الآن مدعو أكثر من قبل إلى المقاومة وليس شرطاً أن تكون فلسطينية ، أنا الآن أملك إحساساً بالمقاومة الوطنية اللبنانية وهي قريبة من النموذج الذي أطمح إليه ، أيه بندقية تتوجه إلى العدو الإسرائيلي تمثلني ، وما سوى ذلك فلا .

ولكن ماذا لو دب في الوهن ؟ ماذا لو خالجني الإحساس بالهزيمة والتراجع أو أغراني مجتمع الاستهلاك ؟ .. حتى لو أردت فإنني لن أستطيع ذلك فولدي " حنظلة" موجود في كل لوحة من لوحاتي يراقب ما أرسم ، إنه ذلك الرمز الصغير الذي أثار جدلاً دون أن جدلا دون أن يدير وجهه.. ورسومي لا تباع لأن حنظلة عنصر ثابت فيها ..

ناجي العلي Hanthalah1


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7modi.ahlamontada.com
طبيب جراح

مدير المنتدى¤**¤مدير المنتدى¤*
طبيب جراح


ذكر عدد الرسائل : 3918
العمر : 37
علم الدولة : ناجي العلي Pal_Flag
رسالتي :

My SMS


مشتـــــــــــــاق لك


تاريخ التسجيل : 10/09/2007

ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ناجي العلي   ناجي العلي I_icon_minitime21/12/2007, 7:13 pm

حاولوا أن يجعلوني " رسام القبيلة" ... مع هذا النظام ضد ذاك .. ولكن كيف أقبل و " حنظلة " معي دائماً .. إنه رقيب لا تتصور مدى قسوته .. إنه يعلم ما بداخلي ، وهو يراقب هذا الداخل كحد السكين ، فإذا أردت أن أستريح لكزني ، وإذا فكرت في الرفاهية وحسابات البنوك ذكرني بنفسي .. بأصلي وبناسي وأهلي وشعبي .. أستطيع أن احتال على الرقباء الرسميين ، فبعضهم لا يفهم المقصود من رسمي ، وأغلبهم لا يفهم أصلاً ، ولكنني لا أستطيع أن احتال على حنظلة .. لأنه ولدي .

سنوات طويلة مرت وأنا أرسم .. شعرت خلالهل أنني مررت بكل السجون العربية ، وقلت " ماذا بعد ذلك ؟" كان لدي استعداد عميق للاستشهاد دفاعاً عن لوحة واحدة .. فكل لوحة أشبه بنقطة ماء تحفر كجراها في الأذهان .

كثيرون ارتدوا وتساقطوا .. إنهم يشبهون نبات الظل ، نضعه في المنزل ، نوفر له حرارة معينة وضوءاً معيناً ، فينمو ، دعونا من أولئك ، إنهم موظفون ، أما الفنان الملتزم فإنه ينمو وسط الحجارة وتحت الشمس التي تحرق رؤوس أمهاتنا المنتظرات على أبواب المخيم ، وفي القلوب المهمومة للبسطاء أينما وجدوا .. في مصر مثلاً هناك من تشدقوا بالآلام الناس ، وحين وقعت الاتفاقية مع إسرائيل صفقوا .. فسقطوا ، وهناك أيضاً من رفضوا أن يعهروا ريشتهم فلجأوا إلى رسوم الأطفال .. رسموا للأطفال لأنهم رفضوا القبول بلقمة عيش مغموسة بالكذب .. هذا هو الفنان الحقيقي .. ليس هذا في مصر وحدها .. بل في كل مكان ، في صفوف الفلسطينين ، وفي المدن العربية وفي شوارع تمتد ولايعلم بما فيها إلا الله ، وكم فيها من ألم ونبل .

.... وووعدت أيضاً ألا أصاب بالحول السياسي ، وهو صدقني .. مرض شائع في العالم العربي ، عين تنتقد كذا وكيت وعين تبرر لكذا وكيت ، وكذا وكيت الأولى لا تختلف عن الثانية في كثير أو قليل ، الخلاف هو خلاف المصدر فقط ، ازدواجية مزمنة هو مرض أولئكالذين حاضرونا ذات يوم في الثورية لهم أسعار معروفة ، بالدولار ، أو بالاسترليني ، وهم " كعداد التاكسي" ، يتوقف إذا لم تدفع ، يتجهون إلى حيث يشاء رب النعمة ، ويتجاوزون عن أخطائه ، بل ويحولونها مآثر ، وينهشون خصومه لو ارتكبوا نفس " المآثر"... ولكن هل يحق لي الانتقاد ؟ لست قاضياً ولكنني رساماً ، ولأنني رسام يتحتم علي أن أوجه ريشتي نحو ما أظنه بائع دماء شعبنا لعلها تتحول يوماً إلى نصر يمزق عن وجهه القناع ، ويكشف مدى قبح ملامحه الحقيقية . أما عن أخطائي فهي تلك التي يخطئني فيها الواقع الذي يحدث، فأنا أكون مخطئاً لو قلت إن هذا يخون ثم استشهد هو نفسه في اليوم التالي دفاعاً عن قضيتنا ، وكم أتمنى أن أكون مخطئاً ، ولكن الواقع بعلمني ، ويشحذ نصل ريشتي ، ثم يثبت أن الخائن يكره الاستشهاد والشهداء .

عذاب ... الرسم!

الرسم بالنسبة لي مهنة ووظيفة وهواية؛ ورغم أنني أعمل رساما منذ سنين طويلة ، إلا أنني لم أشعر أبدأ بالرضا عن عملي ، أشعر بالعجز عن توظيف هذه اللغة التعبيرية في نقل همي لأن همي كبير ؟والرسم هو الذي يحقق لي توازني الداخلي، هو عزائي ولكنه أيضاً يشكل لي عذاباً ، أحياناً أقول إن هذا الكاريكاتور الذي أرسمه يجعل حظي أفضل من غيري لأنه يتيح لي إمكانية تنفيس همي ، وإن الآخرين قد يموتون كمداً وقهراً من ذلك الهم الذي يجثم على قلوبهم و ينفث سمه اليومي فيهم. أنا أعرف أن الرسم يعزيني.

وأشعر أيضاً أن الكاريكاتور لغة تخاطب مع الناس. ولغة تبشير وهو للنقد وليس للترفيه، وأعتبر نفسي جراحاً من النوع ما وأرى أن حزني ومرارتي وسوداوتي التي أعبر عنها في رسومي هي حالى نبيلة ومشتركة بيني وبين المواطنين الذين يحزنهم ويوجعهم هذا الواقع االعربي. قلت لك إنني في الكويت خلقت شخصية حنظلة خوفاً من التلوث بالمجتمع الاستهلاكي، وإنني حاولت أن أرسم بدون تعليق وأن أخلق رموزاً مشتركة بيني وبين القارئ؛ ومع ذلك فإنني أشعر مرات كثيرة أنني أريد أن أكتب تعليقات وأحكي كثيراً، أعمل منشوراً، مانيسفتو، أريد أن أؤذن في الناس، أن أوصل رسالتي بوضوح وبأي شكل، وأشعر أحياناً أن ذلك أن ذلك يتم على حساب فنية الصورة، ولكنني أشعر أني لا أستطيع أن ((أتمرجل)) وأتعالى على القارئ. أحاول أن أستخدم أدواتي الرمزية، ولكني أيضاً مشغول بقضية التوصيل الواضح للشخص العادي الفقير واللذي يعي\\نيني في المقام الأول.

كان اكثر ما يلفت نظري من رسامي مصر ، صلاح جاهين ورجائي وحجازي وبهجت عثمان الليثي. كانوا في تلك المرحلة رواداً مؤثرين ومتطورين ، خصوصاً من كان منهم في مدرسة ((روز اليوسف )) . كما كنت انتبه لأولئك الذين كانوا في لبنان مثل بيار صادق ونيازي جلول وملحم عماد وجان مشعلاني .

لم أتأثر بأحد منهم ، رغم أنني أشعر بتأثير غير مباشر منهم علي . منذ البادية كنت أشعر أنه لدي حالة مميزة عن الآخرين وكنت كثير الاهتمام في أن ابتكر منهجاً خاصاً في اسلوبي . هذا النهج أراه الآن في نجاحي بمخاطبة الناس عبر أساليب عدة ، وبشعوري أنني عفوي . هاجسي الوحيد حين أرسم هو أن ا؛دد الموقف والفكرة قبل كل شيء ، أشعر أن هذه العفوية في رسمي تنسجم مع رموزي وأشخاصي الذي أتعامل معهم . هم بسطاء و عفويون .

الفكرة عندي أهم من التوزيع والتشكيل ، لأن رموزي أصبحت معروفة . الشخص المتكرش هو رمز الأنظمة ، والإنسان الفقير والمرأة الفقيرة والطفل هم رمز للبشر ، ليس من أشخاص بل من رموز أحركهم كل يوم منذ سنوات كثيرة هم لا يتغيرون ، لكن الذي يتغير ويغير هو العالم من حولهم الذي يضعهم كل يوم أمام علاقة جديدة أو إعادة تشكيل جديد .

ناجي العلي Najitoonb9

هناك عدة اتجاهات في فن الكاريكاتير : حالة الحزن والمأساوية صارت مناخاً طغى على الكثير من رسامي الكاريكاتير العرب . وهناك توجه الآن نحو أن يكون للفنان التزاماته التي تجعله قريبا@ من الناس وليس مسلياً لهم كل صباح ، أنا أعتبر هذه المأساوية التي عندي هي من صلب الوضع الراهن . ولو اختلف ذلك الوضع لرأيت هؤلاء الرموز فرحين أو لرأيتهم قد ولوا واستبدلوا بآخرين . رموزي قليلة : غني وفقير وحاكم ومحكوم ، أرى أن الواقع قادر أن يندرج في هذه الثنائيات . أنا على الأقل ارى ذلك .

كفلاح ، أشعر أن وعيي شديد التشيث بالأخلاق . وأنا منحاز كلياً لأخلاق الفقراء والمحكومين ، أحاول أن أنحاز لهم بعملي عبر وسائل عديدة بينها التكرار والطرق المتواصل على حديد الواقع القوي .

و .... سنستمر ....

ناجي العلي Najitoonb10

لبنان أحبه ، أهلي هنا وأصدقائي ، وفيه تاريخي وحياتي الكاملة ، حين أرجع إلى ماضي وأتذكر ، فأكثر ما أجده هو لبنان . وحين أكون خارجه في بلد آخر أشعر بالغربة والشوق . قد يفسر هذا تفسيرات غير عاطفية ، لكني أحب لبنان وهذا هو شعوري نحوه ، وقد ازداد حبي له بعدما تعرض لما تعرض له ، بات الآن بمعنى ما شبيهاً بفلسطين ، كان موجوداً ، مثل فلسطين ، وغير موجود في الوقت نفسه ، كان مهدداً بوجوده .

هذا الشعور عندي نحو لبنان يحرجني أن اسمع أنني غريب عنه ، كان هذا يضع حداً بين الجب وعدم صلاحيتي له ، أو كأنني أسرق شعوراً بالشوق لا حق لي فيه ، كمن يشتهي إمرأة جاره . بالنسبة لأعدائي ، لا فرق بين عدوي الإسرائيلي وعدوي العربي . لا فرق بين أن يكون اسمه محمد أو الياس أو كوهين . لست عنصرياً . لقد أتخذت موقفاً ضد حرب لبنان لأنها حرب "مفبركة " وترتبت بأدوات لخلق كل هذه المصائب ، الفقير الماروني وظف ليقاتل من أجله طبقة برجوازية مارونية ضالعة مع إسرائيل وأمريكا وضالعة مع عرب أمريكا . والفقير الفلسطيني أو الفقير المسيحي يموت وعلى بصره وبصيرته غشاوة تجعله يفشل في تحديد أعدائه الحقيقيين . هذه القضايا أحاول شرحها وألح عليها كثيراً .

المؤامرة على المنطقة إذن مستمرة ، وأدوات القمع تزداد والقبلية تكثر ، وهذا لا يجعل المرء يستسلم بل لا بد أن يستنفر قواه الذاتية وهذا واجب كل القوى الديموقراطية ، وأحبها أن تشكل نسيجاً واحداً . ولا أعتقد أن هناك اختلافاً بين المواطن المصري والمواطن التونسي مثلاً . هناك حقوق مهضومة وواقع تجزئة .

وما أراه أن امريكا تقاتل من خلال أنظمتها - عرب أمريكا - وأجهزتها البوليسية والإعلامية . ورغم شعوري أن هذا زمن رمادي وزمن داكن ، فمازلت أبشر بالثورة ، ثورة حقيقية مهما كانت التضحيات . إن هذا التمزق الضيق والضغوط والمعاناة لا بد أن يولد منها شيء .

المسيح يعنيني كقيمة للفداء ولقد رسمته كثيراً ، ليس لأنه فلسطيني بل لأنه مطارداً ومغلوباً وهو النبي . أرسمه كجنوبي من لبنان وكفلسطيني من أبناء المخيمات .

ناجي العلي Najitoonb11

في الحرب وانا في الملجأ قلت لزوجتي إنني أنذر نذراً لو بقيت على قيد الحياة فسوف " أفضح " هذا الواقع العربي بكل مؤسساته وبكل أنظمته على حيطان العالم العربي كله إن لم أجد جريدة . ومازلت عند نذري ، عندي رغبة في الاستمرار في الإيفاء بالنذر ..

المعركة مفتوحة ومازال عندي أمل . وعندي إحساس أنه لا بد من الحصول على حقوقنا المهضومة مهما كان الثمن . وأشعر بالضعف أمام الناس البسطاء ، أما النجوم فليس عندي نجوم ، شيء طبيعي أن يكون المرء ثورياً ويكون محترماً .. وليس طبيعياً أن يطلب في المقابل أن يركب على أكتافنا أعلم أنني سأواصل الطيرق ، فأنا على موعد هناك .. بعدياً .. ولن أخلفه ، سنلتقي ذات يوم .. الجميع .. الشهداء ، وأبناء المخيمات والمغتربون هنا وهناك حاملين صورة الوطن في العيون ، و "فاطمة " الفلسطينية التي حملت هموماً تئن تحت وطأتها الجبال .. سندق ساري علم فلسطين في تراب الوطن .. سنستمر .

ناجي العلي Najitoonb12

*****************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7modi.ahlamontada.com
طبيب جراح

مدير المنتدى¤**¤مدير المنتدى¤*
طبيب جراح


ذكر عدد الرسائل : 3918
العمر : 37
علم الدولة : ناجي العلي Pal_Flag
رسالتي :

My SMS


مشتـــــــــــــاق لك


تاريخ التسجيل : 10/09/2007

ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ناجي العلي   ناجي العلي I_icon_minitime21/12/2007, 7:13 pm

شخصيات الكاريكاتير

ناجي العلي Sh1

حنظلة يُعرّف بنفسه...

عزيزي القارئ اسمح لي ان اقدم لك نفسي .. انا وأعوذ بالله من كلمة أنا ..
اسمي : حنظلة ، اسم أبي مش ضروري ، امي .. اسمها نكبة وأختي الصغيرة فاطمة ..
نمرة رجلي :ما بعرف لاني دايماًً حافي ..
تاريخ الولادة : ولدت في (5 حزيران 67)
جنسيتي: انا مش فلسطيني مش أردني مش كويتي مش لبناني مش مصري مش حدا .. الخ ،باختصار معيش هوية ولا ناوي اتجنس .. محسوبك انسان عربي وبس ..

التقيت بالصدفة بالرسام ناجي .... كاره فنه لانه مش عارف يرسم .. وشرحلي السبب .. وكيف كل ما رسم عن بلد .. السفارة بتحتج ..الارشاد والانباء ( الرقابة) بتنذر ..
قلي الناس كلها اوادم .. صاروا ملايكة .. وآل ما في أحسن من هيك .. وبهالحالة .. بدي ارسم بدي اعيش .. وناوي يشوف شغلة غير هالشغلة ..
قلتله انت شخص جبان وبتهرب من المعركة .. وقسيت عليه بالكلام ، وبعدما طيبت خاطرو .. وعرفتو على نفسي واني انسان عربي واعي بعرف كل اللغات وبحكي كل اللهجات معاشر كل الناس المليح والعاطل والادمي والازعر .. كل الانواع .. اللي بيشتغلوا مزبوط واللي هيك وهيك .. وقلتله اني مستعد ارسم عنه الكاريكاتير . كل يوم وفهمته اني ما بخاف من حدا غير من الله واللي بدوا يزعل يروح يبلط البحر .. وقلتلو عن اللي بيفكروا بالكنديشن والسيارة وشو يطبخوا اكتر من مابفكروا بفلسطين ..

وياعزيزي القارئ .. انا اسف لاني طولت عليك .. وما تظن اني قلتلك هالشي عشان اعبي هالمساحة .. واني بالاصالة عن نفسي وبالنيابة عن صديقي الرسام اشكرك على طول .. وبس ..


التوقيع (حنظلة)

*********

دائماً ، في رسومات ناجي العلي يواجهنا ذلك الطفل الذي غالباً ما أدار ظهره للقاريء ، وهو بلا صفحة وجه ..وهو بملامح موجزة ، ولكنه طفل بسيط ساذج ، مضحك ، مبك في أحوال أخرى ..

وفي المحصلة هو الوجدان الجمعي والشاهد والقاص ، وهو في مراحله الأخيرة الطفل الذي خرج عن كونه كل ذلك ليضيف سمه جدية ، هي سمة المشارك في الموت وفي المواجهة ، وهذا حاله في الكاريكاتور الذي حمله فيه ناجي العلي مشاعره وهمومه ونزوعاته وصوته الذي بات يعلو من خلال رفع هذا الحنظلة للسيف – المنتهي بريشة قلم :

يقول ناجي العلي:

ولد حنظلة في العاشرة من عمره، و سيظل دائماً في العاشرة ، ففي تلك السن غادرتُ الوطن، وحين يعود، حنظلة سيكون بعد في العاشرة، ثم سيأخذ في الكبر بعد ذلك ... قوانين الطبيعة المعروفة لا تنطبق عليه، إنه استثناء لأن فقدان الوطن استثناء ،.. وستصبح الأمور طبيعيةً حين يعود للوطن ..لقد رسمته خلافاً لبعض الرسامين الذين يقومون برسم أنفسهم ويأخذون موقع البطل في رسوماتهم ... فالطفل يُمثل موقفاً رمزياً ليس بالنسبة لي فقط ... بل بالنسبة لحالة جماعية تعيش مثلي وأعيش مثلها. .. قدمته للقراء واسميته حنظلة كرمز للمرارة، في البداية قدمته كطفل فلسطيني لكنه مع تطور وعيه أصبح له أفق قومي ثم أفق كوني إنساني.

ناجي العلي Han2

أما عن سبب إدارة ظهره للقراء فتلك قصة تُروى: في المراحل الأولى رسمتُه ملتقياً وجهاً لوجه مع الناس، وكان يحمل "الكلاشنكوف" وكان أيضاً دائم الحركة وفاعلاً وله دور حقيقي: يناقش باللغة العربية والإنجليزية، بل أكثر من ذلك فقد كان يلعب "الكاراتيه" .. يغني الزجل ويصرخ ويؤذن ويهمس ويبشر بالثورة.

وفي بعض الحالات النادرة، وأثناء انتفاضة الضفة الغربية، كان يحمل الحجارة ويرجم بها الأعداء، وأثناء خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت كان يقبّل يد هذه المدينة الجريحة مثلما كان يقدم الزهور لها. .

ناجي العلي Han1

كنت أحرض الناس .. بعفوية الطفل الذي عقد يديه خلف ظهره ، ولكن بعد حرب أكتوبر 1973 " كتفته" باكراً لأن المنطقة ستشهد عملية تطويع وتطبيع مبكرة قبل رحلة " السادات " ... من هنا كان التعبير العفوي لتكتيف الطفل هو رفضه وعدم استعداده للمشاركة في هذه الحلول ، وقد يعطى تفسيراً أن لهذا الطفل موقفاً سلبياً ينفي عنه دور الإيجابية، لكنني أقول: إنه عندما يرصد تحركات كل أعداء الأمة، ويكشف كافة المؤامرات التي تحاك ضدها، يبين كم لهذا الطفل من إسهامات إيجابية في الموقف ضد المؤامرة ... وهذا هو المعنى الإيجابي. ..أريده مقاتلاً ، مناضلاً و.. حقيقة الطفل أنه منحازٌ للفقراء، لأنني أحمل موقفاً طبقياً، لذلك تأتي رسومي على هذا النحو ، والمهم رسم الحالات والوقائع وليس رسم الرؤساء والزعماء.

إن"حنظلة"شاهد العصر الذي لايموت.. الشاهد الذي دخل الحياة عنوة ولن يغادرها أبداً .. إنه الشاهد الأسطورة ، وهذه هي الشخصية غير القابلة للموت ، ولدت لتحيا ، وتحدت لتستمر ، هذا المخلوق الذي ابتدعته لن ينتهي من بعدي ، بالتأكيد ، وربما لا أبالغ إذا قلت أني قد أستمر به بعد موتي ) .

هذا هو فهم ناجي العلي لـ :"حنظلة " ودوره في الأحداث من خلال رسوماته فــ "حنظلة " الذي انطلق حاملاً " كلاشينكوفاً" ثم عقد يديه مديراً ظهره مابعد عام 1973 ، هو الوجه الأساسي لناجي العلي في قراءته السياسية للواقع العربي ، وفي ترصده لهذا الواقع والغعلان عنه ، ولربما تسنت لــ"حنظلة " فرصتان اثنتان كان خلالهما الحديث اليومي للشارع العربي و" باروميتر" سياسة الفوق العربي . وهما الخطوة الأوضح التي قادها " انور السادات " باتجاه إسرائيل والصلح معها وفق اتفاقيات كامب ديفيد حيث أخذ "حنظلة " على عاتقه الوقوف بوجه هذا الماسر السياسي ، والخطوة الثانية : هي دخول المفاوض الفلسطيني حلبة الصلح مع " إسرائيل والتراجع عن برنامج التحرير" ...

وعلى هذا المفترق أحس "حنظلة " واحد بقادر على المواجهة ، فظهرت في لوحات ناجي العلي روؤس متعددة لـ "حنظلة "وظهرت في الرسومات المتأخرة لناجي العلي علامات النبؤة بحتمية الرصاصة الغادرة ، فأطلق "حنظلة " ليصرخ معلناً صريحاً بأن كاتم الصوت يقترب من رأسه المدور ...

ناجي العلي Han3

ولو تمعنا جيداً في "حنظلة " : هذا الثابت المتحرك في لوحات ناجي العلي ، هذه الشخصية المعبرة في معظم رسوم ناجي العلي عن أشد المواقف حراجة بجرأة منقطعة النظير عبر الحركة والصراخ والتعليق الساخر المتكامل مع شخصيات اللوحة وطبيعة الحدث ومفارقاته ، لوجدنا أنها تعني أيضاً الطفل العربي المطحون والمصادر الطفولة بفعل الفقر والحرمان والجهل والإحباط والمرض والشقاء .. إن "حنظلة " هو الجيل القادم بكل ما أورثناه إياه من عناء وهزائم وتخلف ... إنه ضمير هذه الأمة الحي وصوت البراءة الطفولية الذي لا يهادن ، بل يعطى الأشياء ألوانها ومسمياتها الحقيقية فلا مكان للمجاملة – وعن سابق وعي وإدراك - فالأبيض أبيض والأسود اسود ، يقول للعميل : أنت عميل ، وللمنحرف : أنت منحرف ، وللانتهازي : أنت انتهازي ، وللمستغل " بكسر الغين " : أنت مستغل .. هكذا وبدون مقدمات وبلا وجل .. تماماً مثلما يعبر عن حبه وتلاحمه مع الوطني والمخلص والشريف عبر الحركة أو الكلمة ...

ناجي العلي Palnaji64

فهو طفل يقاوم مع الأطفال الفلسطينين بالحجارة ، وهو المعبر عن خبه للبنان ومصر في العديد من اللوحات ، وهو الجالس باطمئنان على قدم " الرجل الطيب" بينما الأخير يخط لوحة بسكين كتب عليها :

" ضرب الخناجر ولا حكم النذل فيا " وهو الراكض بلهفة ماداً ذراعيه عندما يشاهد تلك تلك القبضة الرافعة لعلم فلسطين تشق الأرض لترتفع بعنفوان .. تماماً كما هو ذلك المحتج الرافض والمهاجم بريشته التي تشبه السيف " الميكروفونات " متعددة الأشكال والأحجام ، صارخاً بعبارة خالدة " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة " .

ناجي العلي Palnaji41

هو أيضاً في لوحة أخرى وفي ذكرى معركة حطين يقول : " كانوا اغتالوه " رداً على الرجل الطيب الذي تمنى لو كان صلاح الدين حياً ..

ناجي العلي Palnaji117

إنه القائم بالفعل في لوحات كثيرة منها رجمه الصهتينة بالحجارة ، وحمله " الكلاشنكوف" ورجمه للنجمة السداسية بالحجارة ، ورفعه علم فلسطين مكان العلم الإسرائيلي .. إلخ ..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7modi.ahlamontada.com
طبيب جراح

مدير المنتدى¤**¤مدير المنتدى¤*
طبيب جراح


ذكر عدد الرسائل : 3918
العمر : 37
علم الدولة : ناجي العلي Pal_Flag
رسالتي :

My SMS


مشتـــــــــــــاق لك


تاريخ التسجيل : 10/09/2007

ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ناجي العلي   ناجي العلي I_icon_minitime21/12/2007, 7:14 pm

ناجي العلي Palnaji56

صور كثيرة ، كثيرة ، توضح إلى حد بعيد الدور الإيجابي لهذا الـ "حنظلة " الذي لم يكن صدفة حافي القدمين ، مرقع الثياب ، تخرج من رأسه المدور بضع شعيرات مستقيمة تشبه انبعاث الأشعة .. فــ "حنظلة " هو ابن الشعب والمنتمي لطبقة المسحوقين والمحرومين والمظلومين والمشردين والمضطهدين ـ الذي تعج بهم ساحتنا العربية ـ إنه الشخصية المنتمية لقضاياهم والموجهة لهم على طريق الخلاص .. فالشعيرات التي تنطلق من رأسه المدور كالإشعاع في خطوط مستقيمة إنما تعطي الإنطباع بأن "حنظلة " يحمل في وعيه موقفاً ينير الدرب لهذا الطبقة الكادحة المضطهدة وجرأته وتحديد الصارخ للجلادين والقتلة والمستغلين ( بكسر الغين ) والمحتلين ، بل وعبر تحديه للموت في شتى صوره ..

ناجي العلي Palnaji126

فها هو "حنظلة " الفاعل والمؤثر والمحرض ، "حنظلة " الشاهد والقاص ، "حنظلة " الضمير الحي ، "حنظلة " ابن الجماهير الذي يكتف يديه معطياً ظهره للقاريء لأنه لا يعرف ان ظهره محمي من أبناء الشعب الذين يقرأون خطابه اليومي المعبر عن تطلعاتهم وآمالهم .

*****************

ناجي العلي Sh2

فاطمة المرأة الوطن

المرأة كما الرجل حاضرة دائماً في رؤية ناجي المركزية للصراع بين الأأمة العربية وأعدائها ، فهي لا تغيب ضمن شخوص كاريكاتور ناجي في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة ، وهي ليست فاطمة العربية الفلسطينية فحسب، بل تتعدى ذلك عندما يصور ناجي الوطن أو الشعب او الأرض أو المخيم .. إلخ .. بإمرأة .. فالمرأة هي فلسطين وهي مصر وهي لبنان وهي " عين الحلوة " و" صبرا " و" صور " و" صيدا " والجنوب والإنتفاضة في الأراضي العربية المحتلة .. كل ذلك في الدالة على العطاء والخصب والحب والتضحية .. فها هي فلسطين إمرأة حبلى لحد الإنفجار ، ملقاة فوق أرض الصخرة المشرفة مقيدة القدمين بأنبوبة نفط ...

ناجي العلي Najish1

انه أعطاء روح القدسية للمولود بقدسية المكان وعنف قيد النفط ، السلاح المرتد إلى عكس هدفه ، وهو التبشير بانفجار الغضب الشعبي وولادة الانتفاضة العملاقة في مواجهة المحتل الغاصب .. إنها صورة إبداعية مؤلمة ، محزنة ، محرضة ومبشرة ..

ناجي العلي Najish2

وبيروت تلك المرأة التي تودع المغادرين إلى المنافي ، تقف على الشاطيء دامعة العينين ، جريمة ، متكئة على عصا بسبب إصابتها ، ملوحة بالكوفية الفلسطينية لمن أحبتهم وتوحدت معهم في الأألم والمعاناة والبطولة ..

ناجي العلي Najish3

وهي أيضاً المرأة التي يخترق نهداها صدر الجندي الصهيوني كالخناجر أثناء "الحصار الإسرائيلي" عندما يفتح ذلك المعتدي ذراعيه لاحتضانها .. إنها المقاومة الكامنة في الشخوص بعيدا عن السلاح التقليدي المادي .. إنه السلاح المعنوي ، سلاح المبدأ والكرامة ، سلاح الإقتناع بعدالة ما تناضل من أجله تلك الشخوص .. إنه أولاً وثانياً وثالثاً الإنسان المسلح بالوعي الوطني والقومي لطبيعة الصراع وطبيعة الأعداء ..

فـــ " عين الحلوة " تلك المرأة الشامخة برأسها بينما تتساقط دموعها متحولة إلى قذائف في وجه المحتل الصهيوني .. و " صبرا " المرأة الحبلى الواقفة بتحد فوق الدمار وآثار المجزرة تصرخ في وجه الجندي الصهيوني : " صبراً" بينما تظهر الملابس المرقطة لزوجها الشهيد ..

صور متعددة تعبر عن المقاومة القادمة والمستمرة والمبشرةبالنصر من وسط الركام والأحزان ..

و" عين الحلوة " كما غيرها من المخيمات الفلسطينية تقاوم أحزانها وآلامها بالأمل بقدوم الفرح الآتي .. إنها تقاوم صانعة من حزنها ودموعها سلاحاً في مواجهة العدو ..

و " صبرا " تؤكد أيضاً على التواصل الكفاحي الفلسطيني رغم المجازر والدمار والتشريد والقمع .. فلا مكان لليأس أبداً ..

ناجي العلي Najish4

وذلك ما شكل ميزة من ميزات كاريكاتور ناجي العلي فهو المبشر والمحرض حتى في اشد اللحظات حلكة وألماً .. فالأمل ينبعث من ثنايا الرماد ، من وسط الركام ، من قلب الأحزان ، من الم النازف والجرح الأخضر ولا مكان للسكون أو الاستكانة .. أما " مصر" تلك الفتاة الجميلة الرافعة علم فلسطين عالياً متحدية كل الظروف ، هي " مصر أم الدنيا " وهي " مصر" التي يزين شعرها وردة دامعة بينما تحتل القضبان وحبال المشانق عينيها ، وسط أرضية لوحة تزينها كوفية فلسطينية منقطة بالقلوب كتب عليها :

تعيشي يامصر والله يجبر بخاطرك

إنها مصر " سليمان خاطر " مصر المتمسكة بعروبتها ، مصر الداعم والمساند لفلسطين وشعبها ، مصر الرفض للصهاينة ووجودهم .. إنه الحب لمصر كما هو الحب للبنان وكما هو الحب للأردن وكما هو الحب لفلسطين ..

لوحات عديدة أخرى تعبر عن المدن العربية في لبنان وفلسطين عبر شخص المرأة ، كرمز لعطاء الشعب وتضحياته ، وكرمز للخصوبة بولادة جيل الأمل من قلب الهزيمة والألم ..

ناجي العلي Najish5

هذه هي المرأة في فن ناجي العلي .. أما الشخصية الأساسية الثابتة للمرأة في رسوم ناجي العلي فهي " فاطمة " الفلسطينية المكافحة "فاطمة " العربية الصابرة المثابرة .

ففاطمة ذات الإزار الطويل والمنديل والوجه المستدير الطيب والعينين السوداوين الشرقيتين ، هي الرمز ، الرمز العربيات المناضلات بكافة أشكال النضال .

هي أولاً المرأة الولادة المعطاءة التي تشبه خصوبتها خصوبة الأرض وعطاءها ترفد الوطن بالمناضلين والمبدعين ، وهي أم الشهداء الذين سقطوا ولا زالوا يسقطون من أجل الوطن ..

ناجي العلي Najish6

وهي ثانياً المرأة الصلبة كصلابة حجارة الوطن ، لا تلين لها قناة أمام شظف العيش ومحنة التشرد ، تتجول حافية القدمين وهي باسمة دامعة محتضنة طفلها الرضيع الذي ترضعه حب الوطن ممزوجاً بحنانها وحبها وسط أكوام الركام والدمار ووسط أزيز القذائف والرصاص ليكبر ويحمل البندقية ويتابع الطريق الذي سبقه إليه أبناؤها الآخرون .. إنها تزرع فلسطين في دمائه مع كل جرعه رضاعة ومع كل لمسة حنان وكل كلمة حب .. تدفع زوجها وأولادها إلى متابعة التحرير والاستشهاد فها هي " فاطمة " في إحدى لوحات ناجي تطلب من زوجها " أبو حسين " – الرجل الطيب – البافطات المليئة بالعبارات الطنانة لتعمل له منها كفناً طالما القيادة " الإسرائيلية " قريبة .. وها هي أيضاً في لوحة أخرى يطمئن قلبها عندما يخبرها زوجها – الرجل الطيب- بأن ابنهما استشهد على شط " يافا" .

إنها " فاطمة " التي يقول فيها زوجها " الطيب" في لوحة أخرى ومن خلال مقابلة مع الصحافة الأجنبية :

" .. and if كل أولادي استشهدوا ، me فاطمة مستعدين نستنفر ونخلف أولاد يرجمون الحجارة ..." .

والذي يضيف: " فاطمة my love أخت الرجال بتسوى ألف زلمة من اللي شاطرين بزط الحكي بس.. yes فاطمة اللي بعدها معاقة مفتاح بيتنا بالناصرة برقبتها .. " .

و" فاطمة " لم تقف في فن ناجي العلي عند حدود المرأة الولادة والصلبة والمعطاءة ، بل تعدت ذلك لتكون المشاركة في الحوار والموقف والشريكة في الموت والمصير، فهي بوصلة الأمان لزوجها " الرجل الطيب " في اقترابه وابتعاده من المسار الصحيح في الحكم على الأمور . لنقرأ هذه اللوحة لناجي العلي :

ناجي العلي Najish7

فاطمة جالسة تبتسم بشماته ظاهرة أمام زوجها " الرجل الطيب " وهي تحتضن طفلها الرضيع ، بينما طفلاها الآخران يجلسان على الأرض حول " الطبلية يذاكران دروسهما ، في الوقت الذي يشاهد زوجها صورته المعلقة على الحائط في وضع مقلوب فيقول في تحسر ظاهر مشيراً إلى صورته " المقلوبة " ..

اللهم إني صائم ..

أنا مش عارف ليش الكل ضدي ..

بهالبيت .. يعني أنا كفرت لما قلت المخلصين للقضية من القيادات كثار .. فاطمة .. بصيامك مين اللي

قلب صورتي

إنتِ أو ابنك ؟

ناجي العلي Najish8

!!!!!!!

ولتقرأ لوحة أخرى في نفس السياق تبين وعي " فاطمة " وإدراكها وصلابتا وقوتها :

فاطمة نائمة في الفراش وزوجها " الرجل الطيب " يحاول الاقتراب منها فتنهره بحده قائلة :

ابعد عني .. لا تصيبني

.. كل ليلة جمعة باسمع منك

نفس الكلام الحلةو .. ما بصير إلا

على خاطرك يافاطمة .. كلهم إخوات الشليتة

يا فاطمة .. وثاني يوم بتلحس كلامك ..

.. إبعد عني .. علي الطلاق منك

ناجي العلي Najish9

!!!!!!!

وثالثة في نفس السياق

فاطمة تجلس بشماتة محتضنة طفلها الرضيع بينما زوجها " الرجل الطيب " جالس بقربها ولفقة التبغ لا تفارق أصابعه ، ينظر إليها قائلاً بعصبية :

صورته كانت بالصالون ... وبعد معركة الجبل

لقيتها معلقة بالمطبخ .. وبعد هالهجوم عاصحناية

لقيتها معلقة بالحمام .. لا تخليني أنرفز عليكي

يامره .. الصورة وينها

هذه هي فاطمة ناجي العلي ، تأتي لتكمل مجريات الحدث وآفاق الوعي المستقبلي للقضية والخوف على مسارها في موضوع اللوحة ، معطية المضمون الإيجابي في اللوحة بعداً كفاحياً علاوة على البعد الجمالي ، إلى جانب " حنظلة " و" الرجل الطيب ".

كما أن وعي فاطمة لا يقف عند حدود البعد الفلسطيني للقضية ، بل يتعدى ذلك ليستوعب الأبعاد الأخرى – القومية والعالمية والإنسانية- كما يظهر في العديد من اللوحات المختلفة مكاناًً وزماناً من حيث موضوعها .

ناجي العلي Najish10

فـ " فاطمة " التي تقف مولولة أمام زوجها " الرجل الطيب ".في إحدى لوحات ناجي العلي وسط أربعة صور صور لإبنائها الشهداء بقولها :

كله منك ..

احبلي يافاطمة ...

وخلفي يا فاطمة ...

فلسيطن بدها رجال يافاطمة ...

وبالآخر بيستشهدوا ...

واحد ورا الثاني ...

دفاعاً عن التنظيم والأنظمة !!

يامصيبتك ...

يافاطمة

!!

هي ذاتها فاطمة التي تخبز على " الصاج " مطعمة النار ورق الجرائد المليء بالشعارات كدور النفط وإعلان الجهاد ...

وهي أيضاً " فاطمة " التي تلعن أمريكا وسط بيوت الصفيح في مخيم " عين الحلوة " بينما زوجها " الرجل الطيب ".يحذرها بأن تتوقف حتى لا يتهموها بالشيوعية ..!!!

والتي أيضاً تترحم على " يوري أندروبوف" عند قراءة زوجها " الرجل الطيب ". لخبر وفاته في الجريدة .

أدوار كثيرة ومتعددة ومختلفة لفاطمة في معظم لوحات ناجي العلي تختزل صبر ومعاناة المرأة الفلسطينية العربية المناضلة وعطاءها وصلابتها ووعيها وحضورها الدائم في مختلف المجالات ومشاركتها الإيجابية في الحوارات والمواقف .

وعلى العكس من " فاطمة" ذات القوام المتناسق والإزار الطويل والمنديل " فاطمة " البسيطة الطيبة الواعية والصلبة ، نجد في لشخوص الثانوية في كلريكاتور ناجي العلي :" أم عبد الكادر " المقصود " أم عبد القادر " ولكن تخفف القاف إلى كاف وباللهجة الفلسطينية كما ورد على لسان شخوص كاريكاتور ناجي – زوجة المقاول الكبير " عبد الكريم عبد القادر" ، تلك المرا’ التي تنصف نفسها من سيدات المجتمع الراقي ، فهي مبطونة متكرشة ، لا تلبس المنديل وتقص شعرها وتصففه وفق الموضة وتلبس على الموضة " الميني جوب " والأحذية ذات الكعب العالي ، وتتزيم بالخواتم والعقود والاساور الذهبية وتشرب الخمر ، وتدخن التبغ ، وتهتم بالمظاهر وبإبراز صورتها بالجرائج ، وتدعو صديقاتها في بيتها الفاخر لتناول " المناقيش " ... فقط !!

في ذكرى الإنطلاقة –كما ورد على لسانها في إحدى لوحات ناجي العلي هي " أم عبد الكادر" اتل يتسافر إلى باريس ولندن وأمركيا ، ويدرس أولادها في سويسرا ولندن وأمريكا..


إنها النقيض تماماً " لفاطمة" في مختلف صورها .. إنها رمز الجشع والطمع والانحلال والتفسخ .. تمثل جوهر حياة المستغلين والمتسلقين والإنتهازيين .. يعيشون في قصور فخمة ، يلبسون الملابس الفاخرة ، ويجمعون الذهب يحبون السهر والحفلات ويدرسون أبناءهم وأمريكا .. لا علاقة لهم بالوطن ةلا علاقة لهم بــ " الرجل الطيب ".ولا بــ " فاطمة " المكافحين المناضلين الللذين يقدمان أبناءهما شهداء من أجل الوطن الشهيد تلو الشهيد ... واقفين بشموخ حافيي القدمين أما ا لقصف والدمار يمسحان دمعة أو يلسمان جرحاً ..

هذا هو انحياز ناجي العلي في فنه ... ونستطيع أن نقول أيضاً أن موضوع ناجي العلي يكمن في انحيازه .. انحيازه للجماهير الكادحة ، للفقراء ، للمناضلين ، للشهداء للوطن ... وفي رفضه للفساد السياسي والاجتماعي ولكافة مظاهر البذخ والترف ...


*****************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7modi.ahlamontada.com
طبيب جراح

مدير المنتدى¤**¤مدير المنتدى¤*
طبيب جراح


ذكر عدد الرسائل : 3918
العمر : 37
علم الدولة : ناجي العلي Pal_Flag
رسالتي :

My SMS


مشتـــــــــــــاق لك


تاريخ التسجيل : 10/09/2007

ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ناجي العلي   ناجي العلي I_icon_minitime21/12/2007, 7:15 pm

شخصيات الكاريكاتير

ناجي العلي Sh3

الرجل الطيب

اسميناه " الرجل الطيب " لأنه بلا اسم ثابت محدد ، فمرة يدعى العم عباس ومرة أبو حسين ومرة أبو إلياس ومرة أبو جاسم ومرة أبو حمد ومرة مارون ومرة محمد ... إلخ ...

ناجي العلي Lebanon27

إنه صورة واحدة وشخصية واحدة لأسماء عديدة من مختلف أنحاء الوطن العربي .. شخصية تعلن إنتماءها ووفاءها للوطن والشعب والأمة ، وتمقت وتدين الطوائف والطائفية والمذهبية ، تماماً كما ترفض الاعتارف بالحدود المصطنعة بين الأقطار الغربية وتتمى زوالها لأنها تدفع من حريتها وكرامتها وحياتها بسبب هذه الحدود ..

إنه الفلسطيني المشرد والمقهور والمناضل والمعتقل والمغدور والمقتول ، وهو اللبناني المشرد في وطنه والفقير المكافح والقتيل، وهو المصري الكادح المحب لمصر والعروبة، وهو الخليجي والسوداني والعراقي والانتماء الوطني والوعي القومي.

هو بائع الخضار في سوق بيروت في ظل موجة تفجير السيارات، والجريح في الجنوب الذي جعل من ظهره لوحة لكلمة " صامدون" بينما قدمه المصابة تحمل شارة " روداج " وهو متكيء على عكازيه ، هو مارون ومحمد اللذان ينزرد حول رقبتيهما طوقان حديديان ينتهيان بسلسلة حديدية مشتركة تتدلى منها ميدالية تتوسطها نجمة " داوود " السداسية .

هو القتيل مع أبناء المخيم في " صبرا " و" شاتيلا" نحن شاخصة ممنوع الوقوف .. وهو أيضاً أبو إلياس الذ ي رفض القتال مع الكتائب والجيش العميل في الشريط الحدودي في الجنوب .. وهو الفدائي المحتج على تعدد التنظيمات بقوله :

" ما بكفينا جماعة أبو فلان وجماعة أبو علان .. هذا اللي كان ناقص .. جماعة أبو حنيك!!!" .

ناجي العلي Najish12

كما أنه القائل في مقابلة مع الصحافة الأجنبية " :

بتسألني عن دور النفط .. الأمريكان نازلين فيه شفط .. وغذا كان ممكن نحب أمريكا .. NO it is not .. طبعاً إحنا بانحب لبنان وخصوصاً الجنوب لأنه قريب من الجيل ..والمثل قال كرمال " عين الحلوة " تكرم مرجعيون ...

عمتسألني إذا أنا مسلم أو مسيحي .! سني أو شيعي ؟!! ... أما سؤال بارد صحيح .. مش فهمتك من الأول يا أخو الشليته إني poor بن poor".

وأبو جاسم في ديوانيته يتحدث هاتفياً مع الكرملين ويطلب " تنكر" فودكا ...

ناجي العلي Najish13

إنه الشهيد في العديد من لوحات ناجي العلي الذي يتم اغتياله بسبب الشعارات الوطنية والقومية التي يكتبها ويصرخ بها ، فمرة بالرصاص من الخلف ، ومرة تحت المرساة الأمريكية التي تحطم الزورق المرموز به للخليج وتقتل " الرجل الطيب" الذي يظهر جزءاً من جثته بارزاً مع الحطام ، ومرة بالقصف الصهيوين وأخرى بالاقتتال الداخلي بين الطوائف والأحزاب المتعددة في لبنان .

إنه الجريح في العديد من اللوحات والذي يتلقى بجسده عدة رصاصات أو قطعاً من الشظايا أو جلد السياط ، ولا يغير مواقفه .. هو المعتقل في السجون الذي يتلقى التعذيب والضرب والإهانة ويرفض الاعتراف بالحدود المصطنعة .. هو المتظاهر الرافض دائماً عبر اليافطة والإعلان والخطاب للوضع القائم .. والمتهكم على الخارجين على إرادة الوطن .. إنه الحزين الكئيب على فراق الشهداء ، والصبور على المعاناة والألم .. وهو فوق كل ذلك الإنسان المقاوم الذي يحمل السلاح ويقاتل ويستشهد وإضافة لكل الأدوار السابقة التي حملها ناجي العلي لهذا " الرجل الطيب" في لوحاته ، فانه لايغيب عنا دوره الهام في إكمال صورة ومفارقات الحدث في اللوحة ، فهو من يهيء للتعليق المنطلق من " حنظلة " أو " فاطمة " في العديد من الرسومات إما بالحركة أو الإشارة أو القول المتناسق مع تعابير الوجه والجسد .. هذا الرجل النحيل الجسم ، الحافي القدمين ، يرتفع بقامته الطويلة المرقعة الثياب ووجهه المهموم المقطب .. ليرمز للرجل العربي الفقير البسيط الطيب المكافح الذي لا يجيد اللف والدوران ولا يعرف اكذب والتملق .. ليرمز للمواطن العربي بحسه الوطني والقومي وإيمانه العميق بأمته وتاريخها وقضيتها المركزية معبراً عن ذلك الإيمان بالعديد من المواقف الشجاعة والتي يواجه بسببها علاوة على شقائه القائم السجن والتعذيب والنفي والقتل .. ليرمز للمواطن العربي ليس بمعاناته وسجنه وموته بل وبرفضه ونضاله وأمله ...

ناجي العلي Lebanon42

إنه رمز الصبر والصمود والنضال والأمل في العود\ة لدى شريحة اجتماعية واسعة من جماهير أمتنا العربية .

" الرجل الطيب"بشكله وصفاته وحياته وممارساته النقيض التام لــ" ابو باصم " ذلك المتكرش المبطون الذي يلبس ربطة العنق والطقم الغربي ويعيش في الفنادق الفخمة ويشرب السيجار ويحتسي الخمر .. ويحاول الاتصال هاتفياً مع " فاطمة" في مخيم " برج البراجنة" من تونس ، فيكون أبلغ رد منها إغلاق الخط في وجهه ...

هو " أبو باصم " الجشع ، الطماع ، صاحب الأموال المتنقل بين الدول الأوروبية والولايات الأمريكية طالباً الاستجمام ...

" أبو باصم " الذي لم تعرف معاناة " الرجل الطيب" وعذاباته طريقاً إليه .. إنه النموذج المنسلخ عن وطنيته وأهله وشعبه وقضيته ، وهو الشريحة ذات المصالح الخاصة التي لا تتحقق إلا على حساب الوطن والمواطن ، على حساب " حنظلة " و" فاطمة" و" الرجل الطيب" ...

ناجي العلي Najish14

ناجي العلي Najish15

ناجي العلي Najish16

ناجي العلي Najish17


*****************

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7modi.ahlamontada.com
طبيب جراح

مدير المنتدى¤**¤مدير المنتدى¤*
طبيب جراح


ذكر عدد الرسائل : 3918
العمر : 37
علم الدولة : ناجي العلي Pal_Flag
رسالتي :

My SMS


مشتـــــــــــــاق لك


تاريخ التسجيل : 10/09/2007

ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ناجي العلي   ناجي العلي I_icon_minitime21/12/2007, 7:15 pm

ناجي العلي Sh4

الشخوص المتكرشة

هي شخوص أساسية في كاريكاتور ناجي العلي ، نجدها في مواقف متعددة لتعبر عن البعد الآخر غير الإيجابي في الموضوع المطروح .

ناجي العلي Najish19


وهي شخصيات تمثل – كما ذكرنا – البعض السياسي والحاكم ، والتاجر ، والانتهازي ، والمستغل " بكسر الغين " ...

ناجي العلي Palnaji66

ونجدها دائماً شخصيات مترهلة ، متكرشة ، متسطحة الملامح بلا رقبة ولا أقدام ( على الأغلب) ، غبية ، خالية من معاني الادراك والوعي ، جشعها يتوضح في بطونها والدوائر التي تشكلها ...

إنها رمز لكل ماهو متعفن في حياتنا العربية عموماً .. ولعل ناجي العلي برسمه تلك الشخصيات على هذه الصورة بدون رقبة ولا أقدام ، يريد أن يؤكد أنها شخصيات تنقصها ركائز الاستمرار لأنها شخصيات طارئة وزوالها محتوم كونها بلا جذور وبعيدة عن الأصالة الشعبية ..

ناجي العلي Palnaji136

فالطقم الغربي وربطة العنق و" البرنيطة " والخمر والسيجار والتكنولوجيا والبيوت الفخمة والأثاث الفاخر ، وتصنع الحديث والمجاملات والتملق والحفلات والسهرات الحمراء هي أهم مايميز هذه الشخصيات علاوة على فقدانها للكرامة و جفاف عواطفها وبلادة حسها وضيق أفقها وارادتها المسلوبة وافتقارها للمضمون الانساني الحقيقي ....

ناجي العلي Palnaji117

وربما كان ذلك ماجعل ناجي يصورها في صور تكاد تكون غريبة عن الصفات الآدمية الحقيقية في محاولة منه لنفي إنسانيتها وإبراز مضمونها اللاانساني واللاأخلاقي ..

وفي كل الحالات نجد تلك الشخصيات حاقدة على " حنظلة " و" الرجل الطيب" و" فاطمة" ومساومة عليهم وعلى حقوقهم جميعاً .

ناجي العلي Naji3am11

وفي حالات أخرى نجدها تترصدهم لتغتالهم في اللحظة المناسبة .إنها شخصيات تكره الأرض والشجر ، تكره الأطفال ، تكره الفراشات والعصافير ،وتمقت محاولات الاحتجاج فتحاول كم الأفواه وتقييد الأطراف ومصادرة الحريات ،كما تحاول حماية نفسها ولضمان استمرارها تستعين بما هو غريب عن بيئة " حنظلة"ورفاق دربه على حساب التاريخ والجغرافيا والأصالة والتراث والوطن والشعب.. إنها شخصيات تحاول تلميع الغزو الثقافي الاستعماري وتشجع التبعية الاقتصادية وترعى الأقليمية وتغذي الطائفية ... [/color]

ناجي العلي Naji3am112

*****************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7modi.ahlamontada.com
طبيب جراح

مدير المنتدى¤**¤مدير المنتدى¤*
طبيب جراح


ذكر عدد الرسائل : 3918
العمر : 37
علم الدولة : ناجي العلي Pal_Flag
رسالتي :

My SMS


مشتـــــــــــــاق لك


تاريخ التسجيل : 10/09/2007

ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ناجي العلي   ناجي العلي I_icon_minitime21/12/2007, 7:16 pm

ما كتبوا

ما كتبه .... أحمد مطر

عندما تتنكر الأرض بهيئة الإنسان
بقلم أحمد مطر في رثاء الفنان ناجي العلي


في ظهيرة يوم صيفي من أيام عام 1986 ، اجتمعنا على مائدة الغداء بمنزلي ، وكان باب الصالة مشرعا بوجه الحديقة المجنونة ، حيث الأعشاب التي أهملت قصها قد استطالت بوحشية عاتية ، حتى أصبحت قطعة من الأدغال .. وكانت دفعات الهواء المتأنية تغلغل أصابعها فيها ، مسرحة هاماتها بتموجات متصاعدة ، باعثة وشوشة عميقة موحية .

كان ناجي يحدق فيها مستغرقا .
قلت فيما يشبه الإعتذار: لم أجد وقتا لقصها . لكنه هتف باستنكار : ولماذا تقصها ؟ هي هكذا أجمل .. أنظر إليها .. إنها تصرخ بكل براءة الطبيعة .. أتعرف كم أحب هذا المنظر ؟ أود الآن أن أنطلق راكضاً خلالها وكأنني في الأحراش .. هكذا أشعر بعذوبة الأرض وهي على فطرتها ، إنها غير الأرض الخارجة من صالون التزيين ، والجالسة حسب قواعد الإتيكيت .

قلت له ضاحكاً : اغتنم الفرصة ، إذن، قبل زوالها ، وقم فاركض خلالها بعد الغداء .
ضغط على يدي ضغطة متوسلة : لا تقصها . لم يكن ممكنا ، بالطبع ، أن تبقى هذه الأعشاب الطفيلية دون قص ، لكنني كنت أفهم شعور صاحبي جيداً ، ولعلي كنت مثله مغرما بمنظرها المتوحش ذاك .
ولهذا ، فقد أحسست - ساعتها - بأن نبرته التي كانت دفاعا حاراً عن أعماقه ، إنما هي دفاع ضمني عن أعماقي أنا .

يفهم هذا الشعور من تفتحت عيناه على الخضرة العارمة المتدفقة على رسلها في الحقول ، ومن غاصت رجلاه في طين البساتين ، ومن امتلأت رئتاه برائحة التراب بعد المطر .
ربما يبدو الأمر صيغة شعرية للتعبير عن الارتباط بالأرض ، لكنني ، كما عرفت صاحبي ، أمنح نفسي حق القول بيقين أن ناجي كان هو نفسه صيغة شرعية للتعبير عن الأرض ذاتها ، لا مورد هنا للتشبيه أو الكناية أو الاستعارة .. حيث يسقط الفرق بين أن يكون المرء مترعا بروح الأرض ، وبين أن تكون الأرض مشبعة بروح المرء .
إن ناجي ، بهذا الوصف ، هو بحق صورة الأرض عندما تتنكر بهيئة إنسان !
كان بسيطاً ، طيباً ، عميقاً ، عنيداً ، صابراً ، ثرَّ العطاء .. وهل تلك إلا انعكاسات شظايا مرآة الأرض ؟
كل شيء كان ينغرس في أعماقه ، إنما يعود ليتفجر على ( صفحته ) بشكله الأصلي دون مواربة أو مجاملة أو تجميل .

بذرة البرتقال تنبت شجرة البرتقال ، وبذرة الحنظل لا تنبت غير الحنظل .
ومثلما تُبرز الأرض محتوى بذور الأشياء ، كان ناجي يُبرز محتوى الكائنات المستقرة في أعماقه .. بهيئتها ، حيث لا يمكن لأي شيطان ، أن يغطي اللعنة الملتصقة بجبينه ، بمساحيق العفو أو بطلاء المغفرة .. وحيث لا يمكن لأي ثور ، مهما ثار وأزبد ، أن يبدو على صفحة ناجي خفي القرنين ، ولو وضع على رأسه تاجا بحجم القهر !
تكون الأرض أصدق ما تكون ، عندما تقدم عطاءها طبيعياً خالصاً ، لا شبهة فيه لاشتراك الأيدي المتطفلة .

خذ أية لوحة لناجي ، وتأملها . إنك لن ترى إلا نباتاً طبيعياً ، هو بسيط لكنه أصيل .. وهو مقتصد لكنه غني .. نبات لم يستعر بذوره من أحد ، ولم يستورد سماداً من أحد ، ولم يطلب سقاية من أحد .. اللوحة تشخص من أرض الصفحة نسيجَ وحدها ، شجرة متفردة ، لا تحمل غير ملامحها .. شجرة هي الأرض ، والأرض هي ناجي .
أكان اتفاقاً أن يولد ناجي في قرية اسمها ( الشجرة ) ؟ ! تلك الشجرة الطيبة أنبتت شجرة طيبة .. أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .
أذكر أن شاباً فلسطينياً كان يُحضر للدكتوراه في لندن ، اتصل بناجي ، ذات يوم ، وعرفه بنفسه طالبا لقاءه . سأله ناجي على الفور : أرجو ألا تكون من جماعة ( بما أنهُ ) !

وهو يعني بهؤلاء جماعة المتحذلقين الذين تنتزعهم أضواء المدن من هويتهم ، وتستحيل روح فلسطين في أعماقهم مجرد بذلة أنيقة ، وألفاظ منمقة ، تنأى بنفسها عن غبار الشجر أو تراب الأرض .
قال له الشاب : كلا .. أنا من جماعتك.
فرد ناجي : إذن .. ألف أهلا ومرحبا بك .

ومنذ اللحظة التي التقاه ناجي فيها .. أحبه ، لقد كان بالفعل من جماعته .. شاباً معجوناً بلون الأرض ، ورائحة الليمون ، وطعم الزيتون .
لقد رأيت ناجي ، أكثر من مرة ، وهو يبدي ازدراءه بكل قسوة لنماذج أولئك الخارجين على طاعة الأرض ، ورأيته وهو يصفعهم برأيه فيهم .. على وجوههم ، مثلما تصفع الأرض بزلزالها كل ما أمامها ، إذا ضاق صدرها بالنار .

ولعل عزاء الذين فاتهم أن يعايشوا هذه الأرض الطيبة ، شخصياً ، هو أنهم لا يفقدون شيئا كثيراً منها ، حين يعايشون لوحاته .. ذلك أنه حي يتحرك بكل حرارة في كل زاوية من زوايا لوحاته .
من لم ير ناجي .. بإمكانه أن يراه ، متى شاء في رسومه .. إن جميع الشخصيات الطيبة المقهورة فيها هي ناجي ، وإن حنظلة في كافة تحولاته هو ناجي ، وإن كل خط في تلك الرسوم هو خفقة من قلب ناجي .
وناجي ورسومه والأرض أسماء مترادفة لشيء واحد :

صورة شجرة الأرز في العلم اللبناني تضرب بجذورها في الأرض ، رغم أنها مجرد رسم لقماش على ورق !
إنها روح ناجي التي تطبع المستحيل بطابعها الممكن .
سارية العلم النابتة في الأرض .. تتفجر عن غصن ، والغصن يتفجر عن براعم وأوراق وراية ، رغم أن السارية خشبة ميتة .. ذلك لأن كل ما ينبت في الأرض ، هو عند ناجي ، حيّ ، ومورق ، وبشارة بالميلاد حتى لو كان حديدا .
إن الموجة المرتطمة بالشاطئ لا تعود إلى البحر .. بل تتحول - عنده - إلى يدين تتشبثان بالأرض .

والنهر العربي عندما يجف ، يتفطر الإنسان العربي الواقف على ضفته .
والعربي الزاحف نحو ( النبعة ) ، هو كائن من الطين اليابس المتكسر .. هو الأرض نفسها عندما تظمأ .. أما اللافتة المشيرة إلى طريق النبعة ، فيكفيها الإسم المخطوط فوقها لكي تبرعم وتورق .. لا بد لها أن تورق .. أليست مزروعة في الأرض؟!

عندما تقتلع الجرافة الإسرائيلية تراب الأرض لإقامة المستوطنات لشذّاذ الآفاق ، يظل الفلسطيني متشبثاً بقطعة التراب مواصلا غرس شجرته بإصرار وعناد ، فوق رافعة الجرافة . أطفال ناجي يصنعون دباباتهم بالحجارة ، يرجمون الغاصب بالحجارة ، وكومة حجارتهم نفسها تكتب بنفسها كلمة ( لا ) .
قبضة الثائر - عنده - تعتصر الحجر حتى يتقطر بالماء ، ليروي زهرة نابتة في الحجر . يد الثائر الفلسطيني القتيل ، تندلع من قبرها كالنبتة ، حاملة علم فلسطين . الأطفال والفتيان والنساء والرجال، تتطوح أيديهم حرة طليقة كالعواصف وهي تقذف المغتصبين بالحجارة ، لكن أرجلهم ليست سوى جذور أشجار عنيدة تندفع بعيدا في أعماق الأرض .

ذلك هو ناجي العلي .. رجل حمل في صقيع غربته الطويلة ، دفء تراب فلسطين .. كامل تراب فلسطين ، وامتزج به حتى صارا شيئاً واحداً .
من هذه الزاوية .. يبدو البون الشاسع بين الشهيد الأبي والشاهد الذليل ، بين القتيل الحي والقاتل الميت ، بين القمة والمستنقع ، بين أن تكون فلسطين هي فلسطين بكل حبة رمل وكل حبة قلب .. وبين أن تكون مجرد مخفر وبساط أحمر وقطيع من الجندرمة !

ما أبشع من يأتي فلسطين سائحاً ، يتقلب فوق ترابها وقلبه فارغ منها حد الاختناق!
وما أعظم من يأتي فلسطين سابحاً في فراغ المنفى وقلبه ممتلئ بها حد التنفس !
في موازاة ذلك الوطن الماشي على قدمين لا تزال تمشي في ذاكرة أنفاسي .. رائحة التربة الطرية المختلطة بشميم العشب الندي ، ساعة كنا ننزل جثمانه الطاهر في القبر المحفور حديثا ..

وفيما كان ( جوهر العلي ) شقيقة الأكبر ، يحثو التراب فوقـه، كانت عيناه مغرورقتين بالدمع السخين ، وكان صوته المخنوق بالعبرة الموجعة ينصب في سمعي كماء النار :
( رحمة الله عليه .. ناجي كان يحب رائحة الأرض ).
وأمنت على نحيبه بهزة رأسي وانهمار دموعي ، غير أن حسـرة بحجم الكون كانت تضـج في أعماقي معولة : ( ناجي .. هو الأرض نفسها )!


*****************

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7modi.ahlamontada.com
طبيب جراح

مدير المنتدى¤**¤مدير المنتدى¤*
طبيب جراح


ذكر عدد الرسائل : 3918
العمر : 37
علم الدولة : ناجي العلي Pal_Flag
رسالتي :

My SMS


مشتـــــــــــــاق لك


تاريخ التسجيل : 10/09/2007

ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ناجي العلي   ناجي العلي I_icon_minitime21/12/2007, 7:16 pm

ما كتبوا

ما كتبه .... سميح القاسم

عندما بكى ناجي

تسألني عن ناجي العلي، فيمثل جسداً وصوتاً، بيني وبينك أكاد أمد يدي من نافذة مكتبي في (كل العرب) النصراوية لألمس ما تبقى من ركام (الشجرة ) وأشجار صبارها وزيتونها، وفجأة يتقافز بين الأنقاض ولد أسمر أجعد الشعر، محني القامة قليلاً، يناوش، ويشاكس أولاد الحارة بقدمين حافيتين وعينين كعيني الصقر ويكبر هذا الولد فجأة بين أزيز الرصاص ودوي القذائف ليصبح لاجئاً ورسام كاريكاتير، تأخذه الغربة إلى لندن ويأخذه الحزن على الشجرة وعليّ وعليك وعلى زوجته وأولاده، يأخذه في طلقة حمقاء إلى موته غير المنطقي وغير المبرر إلاّ بكونه موتاً فلسطينياً، وكما تعلم فإن الموت الفلسطيني يحتفظ بفرادتة ليحتفظ بفرادة قضيته وبحقه في البعث والحياة، وفي العودة، ناجي العلي، كان صديقاً لصيقاً بالقلب وبالوجدان، كان أخاً مشاكساً يخمش أحباءه لكنه يدمي خصومه وأعداءه، وتعذبني دائماً تساؤلات لا أجد لها حلاً عن يوضاس ( يهوذا الأسخريوطي )، الذي اندس ذات مساء على عشائنا المشترك الأخير الذي أقامه ناجي على شرف قصيدتي في منزله في لندن، أذكر تماماً الآن أنه جلس على الأرض معظم الوقت وكان يحض جميع الضيوف على الطعام ولم يتوقف لحظة عن التذمر من الوضع السياسي، في الليلة نفسها حين لمته على هجومه المكثف على محمود درويش بكى ناجي واتصلنا بمحمود في باريس، وانتهى الخلاف بين الشقيقين وبعد ذلك بشهور اغتيل ناجي العلي، لكن أحداً لا يستطيع اغتيال حنظلة وهذا هو انتقام الشنفرى ( ناجي العلي ) حنظلة يطارد جميع القتلة ويفتك بهم واحداً تلو الآخر وما فعلته جمجمة الشنفرى حين أجهز على خصمه المئة، ستفعله ريشة العلي المتجسدة في حنظلة.

اذا كان لي أن أتحدث عن ناجي الفنان، أعتقد أنني لا أظلم أحداًَ لو قلت أنه الظاهرة الأكثر سخونة وإرباكاً في فن الكاريكاتير العربي على امتداد العقود الخمسة الأخيرة. في رأيي خرج ناجي من دائرة الانتماء الوطني إلى دائرة الانتماء القومي، فالإنساني - الكوني. سيكون شرفاً عظيماً للأمم المتحدة أو لليونسكو أو حتى ما يسمى جامعة الدول العربية أن تطلق اسم ناجي على أكثر من معلم من معالم العرب والعالم. ناجي العلي ما يزال أخاً ورفيقاً وصديقاً لصيقاً بالقلب. عميقاً في الوجدان. لا يذكر اسمه إلاّ وأحس بغصة في الروح ويتكرر التساؤل العفوي البسيط.

لماذا؟؟. ليش؟؟.


سميح القاسم-الرامة

عن مجلة "الهدف"


*****************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7modi.ahlamontada.com
طبيب جراح

مدير المنتدى¤**¤مدير المنتدى¤*
طبيب جراح


ذكر عدد الرسائل : 3918
العمر : 37
علم الدولة : ناجي العلي Pal_Flag
رسالتي :

My SMS


مشتـــــــــــــاق لك


تاريخ التسجيل : 10/09/2007

ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ناجي العلي   ناجي العلي I_icon_minitime21/12/2007, 7:17 pm

ما كتبوا

ما كتبه .... محمود درويش

ناجي العلي

لا أعرف متى تعرفت على ناجي العلي، ولا متى أصبحت رسومه ملازمة لقهوتي الصباحية الأولى، ولكنني أعرف انه جعلني أبدأ قراءة الجريدة من صفحتها الأخيرة·

كان آخر من رأيت في بيروت بعد الرحيل الكبير الى البحر، كانت بيروته الاخيرة وردة تبكي، وكان يسخر من نفسه لأن الغزاة في صيدا ظنوه شيخا طاعنا في السن بسبب بياض شعره، سألني الى اين سأرحل، قلت: سأنتظر الى ان اعرف، وسألته ان كان سيبقى، قال انه سينتظر الى ان يعرف·

لم يكن احد منا خائفا، لأن المشهد الدرامي في بيروت كان اكبر من أية عاطفة، فرسم بيروت وردة وحيدة، ولم نعلم، لم يعلم احد، ان وراء الوردة وحشا يتقدم من مخيماتنا، لم نعلم ان الحناجر والسكاكين كانت تشحذ جيدا، في ذلك الليل، لتقطع اثداء أمهاتنا، فقد كنا غائبين عن وعي التكهن·· ونحن ننظر الى البحر الغارق في البحر·

ورأيته، للمرة الأخيرة في باريس، يتذكر الا بيروت، قلت له مازحا: أما زلت تنجو لأن الغرباء يظنون انك شيخ طاعن في السن؟ كان يشكو من رئيس التحرير السابق: عدت الى المقهى لأضربه فلم اجده، قلت له: اهدأ، فقد آن لك ان تجد التوازن بين يدك الذهبية ومزاجك العاصف، وكان يهدأ رويدا رويدا·· خطرت له خاطرة: تعال نعمل معا، انت تكتب·· وأنا ارسم·

وكنا صديقين دون ان نلتقي كثيرا، لا اعرف عنوانه ولا يعرف عنواني، تكلمنا مرة واحدة حين امتنعت جريدته عن نشر احدى مقالاتي التي ادافع فيها عن نفسي أمام هجمات احدى المجلات، قال: سأدافع عن حقك في التعبير، وسأتخذ موقفا، قلت له اهدأ·

وكنت أكتب، وكان يرسم·

جميع الذين عملوا معه كانوا يقولون انه اصبح جامحا، وان النار المشتعلة فيه تلتهم كل شيء، لأن قلبه على ريشته، ولأن ريشته سريعة الانفعال والاشتعال لا تعرف لأي شيء حسابا، ولأنه يحس بأن فلسطين ملكيته الخاصة التي لا يحق لأحد ان يجتهد في تفسير ديانتها، فهي لن تعود بالتقسيط، لن تعود الا مرة واحدة·· مرة واحدة من النهر الى البحر·· والا، فلن يغفر لأحد، ولن ينجو احد من تهمة التفريط، ولقد ازدادت نزعة التبسيط السياسي فيه اثناء غربته في لندن، فأعلن الخلاف مع الجميع، وخدش الجميع بريشة لا ترحم، ولا تصغى الى مناشدة الأصدقاء والمعجبين الذين قالوا له:

يا ناجي، لا تجرح روحك الى هذا الحد، فالروح جريح·

وكان الأعداء يسترقون السمع الى هذا الخلاف، كانوا يضعون الرصاصة في المسدس، كانوا يصطادون الفرصة·

كنت أكتب، وكان يرسم·

وحين استبدل عبارتي بيروت خيمتنا الأخيرة بعبارته اللاذعة محمود خيبتنا الأخيرة، كلمته معاتبا: فقال لي: لقد فعلت ذلك لأني احبك، ولأني حريص عليك من مغبة ما انت مقدم عليه، ماذا جرى·· هل تحاور اليهود؟ اخرج مما أنت فيه لأرسمك على الجدران·

لم يكن سهلا عليّ ان اشرح له بأن تدخلنا في أزمة الوعي الإسرائيلي ليس تخليا عن شيء مقدس، وبأن استعدادنا لمحاورة الكتّاب الاسرائيليين الذين يعترفون بحقنا في انشاء دولتنا الوطنية المستقلة على ترابنا الوطني ليست تنازلا منا، بل هو محاولة اختراق لجبهة الاعداء·

لم يكن سهلا ان تناقش ناجي العلي الذي يقول: لا أفهم هذه المناورات·· لا افهم السياسة، لفلسطين طريق واحد وحيد هو البندقية·

كان غاضبا على كل شيء، فقلت له: مهما جرحتني فلن اجرحك بكلمة، لأنك قيمة فنية نادرة، ولكن، بعدما صرت خيبتك الأخيرة لم يعد من الضروري ان نكتب وان نرسم معا، وافترقنا، كما التقينا، على الهواء·

اذكر تلك المكالمة، لأن صناعة الشائعات السامة قد طورتها من عتاب الى تهديد، طورتها ونشرتها الى حد الزمني الصمت، فلقد ذهب الشاهد الوحيد دون ان يشهد احد انه قال ذلك، على الرغم من ان احدى المجلات العربية قد نشرت على لسانه انني عاتبته، وعلى الرغم من انه ابلغ رئيس تحرير القبس بأنه ينوي كتابة رسالة مفتوحة اليّ يشرح فيها عواطفه الايجابية، على الرغم من كل ذلك فإن صناعة الشائعات مازالت تعيد انتاج الفرية، التي لا املك ردا ازاءها غير التعبير عن الاشمئزاز مما وصل اليه المستوى الأخلاقي العام من قدرة على ابداع الحضيض تلو الحضيض·

حين استشهد ناجي العلي، سقطت من قلبي اوراق الأغاني لتسكنه العتمة، الاختناق في الحواس كلها، لا لأن صديقا آخر، صديقا مبدعا، يمضي بلا وداع فقط، بل لأن حياتنا صارت مفتوحة للاستباحة المطلقة، ولأن في وسع الأعداء ان يديروا حوار الخلاف، بيننا الى الحدود التي يريدونها ليعطوا للقتيل صورة القاتل التي يرسمونها وليتحول القتلة الى مشاهدين·

لذلك، فإن اغتيال ناجي العلي، في لحظة الخلاف العائلي العابرة، هو جريمة نموذجية اتقن الأعداء صناعتها بقدرتها على تأويل جرائم اخرى ليس اقلها دناءة التشهير بتربيتنا الأخلاقية، بل محاولة منعنا من تطوير ما يميزنا، قليلا، عما يحيط بنا من انحطاط، وهو: حق الاختلاف في الرأي، ومحاولة محاصرتنا بأحد خيارين: أما القطيع، وإما القطيعة·
كان في وسعنا، ومن حقنا، ان نختلف وان نواصل التعبير عن الاختلاف، في مناخ افضل، على ما يعتقد كل واحد منا انه الطريق، أو الأداة، او اللغة، او الشكل، الاقرب الى بلوغ الحرية والوطن، فذلك هو احد مكونات حريتنا الذاتية ووطننا المعنوي، واحدى سمات نشاطنا الوطني المغايرة لامتثال القطيع، لذلك، فإن اختراق العدو جبهة حوارنا هو محاولة لايصال العلاقة بين من استعصوا على ان يكونوا قطيعا الى علاقة القطيعة·

من هنا، فإن الوفاء لشهدائنا ولذاتنا لا يتم بالقطيعة، بل بتطوير مضامين هويتنا الديمقراطية، وخوض معركة الحرية ومعركة الديمقراطية داخل الحالة الفلسطينية بلا هوادة وبلا شروط·

فلا الورد الملكي يبكي علينا·

ولا مسدسات الاغتيال ولغة الاغتيال تجهز من أجل الوطن·

فلماذا يغتالون الشهداء مرة ثانية، بأن يُضفوا عليهم هوية ليست لهم·

إن ناجي العلي لنا، منا، ولنا·· ولنا·

لذا، ليس من حق سفاحي الشعب الفلسطيني ان يسرقوا دمعنا، ولا ان يخطفوا منا الشهيد· فهذا الشهيد الذي كان شاهدا علينا هو شهيد ثقافتنا، شهيد الطرق المتعددة الى الوطن·· وهو أحد رموز الرأي المغاير داخل الحالة الفلسطينية المغايرة لما يحيط بها من قمع·

إن ناجي العلي احد مهندسي المزاج الوطني، وهو احد نتاجات الابداع الوطني هو ابننا واخونا ورفيق مذابحنا وأحلامنا، وخالق حنظلة الخالد، القادر على ان يُسمي هويتنا بتأتأة تضحكنا وتبكينا·

لقد رحل، ولكنه خلّف خلفه تراثا هو تراثنا الجماعي، تراث شعب يتكون بكل ما يمتلك من وسائل التكوّن·

من الطبيعي ان يتكاثر الذباب حول الدم· فهل أخذ الذباب وقتا كافيا ليعتاش من دمنا المسفوك في كل ناحية؟ كفى، كفى·

ان تعميم ابداع ناجي العلي على جيل اليوم وعلى جيل الغد هو مهمتنا، وان تكريم هذا المبدع المتميز هو واجبنا· ومن كان منا بلا خطأ أو خطيئة، فليطبق بصوابه المطلق على عمرنا كله·

لذلك، فإن من أول شروط الوفاء لهذا المسير الطويل الى الوطن والحرية والإبداع، ان ندعو الى تشكيل لجنة وطنية لتخليد ذكرى ناجي العلي، الذي امضى عمره حاملا ريشته الفذة، حافرا في كل صخر اسم وطنه الذي يستعصي على النسيان، الاسم المنذور للنصر·

************

ناجي خبرنا اليومي

أغبطه كل صباح، أو قل إنه هو الذي صار يحدد مناخ صباحي، كأنه فنجان القهوة الأول، يلتقط جوهر الساعة الرابعة والعشرين وعصاراتها فيدلني على اتجاه بوصلة المأساة وحركة الألم الجديد الذي سيعيد طعن قلبي.. خط .. خطان.. ثلاثة ويعطينا مفكرة الوجع البشري .. مخيف ورائع هذا الصعلوك الذي يصطاد الحقيقة بمهارة نادرة، كأنه يعيد انتصار الضحية في أوج ذبحها وصمتها.

ودائماً أتساءل: من دله على هذا العدد الكبير من الأعداء الذين ينهمرون من كل الجهات ومن كل الأيام ومن تحت الجلد أحيانا؟

إنسانيته المرهفة هي التي تدله، الإنسان الطاهر فيه أشد حساسية من رادار معقد .. يسجل بوضوح كل مخالفة تعتدي أو تحاول الاعتداء، انه الحدس العظيم والتجربة المأساوية، فلسطيني واسع القلب، ضيق المكان، سريع الصراخ وطافح بالطعنات، وفي صمته تحولات المخيم.

احذروا ناجي، فإن الكرة الأرضية عنده صليب دائري الشكل، والكون عنده أصغر من فلسطين، وفلسطين عنده المخيم، إنه لا يأخذ المخيم إلى العالم، ولكنه يأسر العالم في مخيم فلسطيني ليضيق الاثنان معا، فهل يتحرر الأسير بأسره؟ ناجي لا يقول ذلك. ناجي يقطر، يدمر، ويفجر، لا ينتقم بقدر ما يشك، ودائما يتصبب أعداء.

وليس فلسطيني ناجي فلسطينيا بالوراثة وحدها، كل الفقراء في علاقة ناجي فلسطينيون، والمظلومون والمسحوقون والمحاصرون والمستقبل والثورة .. كلهم فلسطينيون.

لم يغلق دائرة الذاكرة، لأنه لم يحمل العذاب من حادثة، ولم يحمل الجرح من واقعه، مفتوح على الساعات القادمة وعلى دبيب النمل وعلى أنين الأرض، يجلس في سر الحرب وفي علاقات الخبز، جوهري جوهري حتى النخاع- هذا هو ناجي الذي يغنيك عن الجريدة ويعني الجريدة عن الكتابة.

وهذا الفنان قليل الاكتراث بالفن، هكذا يبدو لي بقدر ما هو فنان، ولا يبدو لي أن الفن يفرحه أكثر من ذلك لا يبدو أن الفن يعنيه، لأن الفن يسيل من أطراف أصابعه، ولأنه ممتلئ بالناس الذين لا ينضبون.

يحتاجه الغضب والرفض ولا يتألق في النجاح كل ما يملكه وسيلة ولا غاية له إلا في الجمال، لأنه لا يريد الفن لذاته حتى لو أبدع الفن جمالا لذاته، ذلك يعتبره ترفا والناس مازالوا محتاجين إلى القمح، ولكن القمح جميل أيضا يا ناجي.


*****************

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7modi.ahlamontada.com
طبيب جراح

مدير المنتدى¤**¤مدير المنتدى¤*
طبيب جراح


ذكر عدد الرسائل : 3918
العمر : 37
علم الدولة : ناجي العلي Pal_Flag
رسالتي :

My SMS


مشتـــــــــــــاق لك


تاريخ التسجيل : 10/09/2007

ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ناجي العلي   ناجي العلي I_icon_minitime21/12/2007, 7:18 pm

ناجي العلي.. ارسم لكن عن الوطن فقط

رغداء محمد بندق

ناجي العلي Pic5

احذروا "ناجي" فالكون عنده أصغر من فلسطين، وفلسطين عنده هي المخيم، إنه لا يأخذ المخيم إلى العالم، ولكنه يأسر العالم في مخيم فلسطين.. ناجي لا يقول ذلك، ناجي يقطر، ويدمر، ويفجر لا ينتقم بقدر ما يشك، ودائمًا يتصبب أعداء، وليس فلسطينيو "ناجي" بالوراثة وحدها، كل الفقراء في عالم ناجي فلسطينيون، والمظلومون والمسحوقون والمحاصرون والمستقبل والثورة.. كلهم فلسطينيون.. هكذا خرجت كلمات الشاعر محمود درويش تأتي توصيفا وملخصا لهذا الرجل: ناجي..

وُلد "ناجي سليم حسين العلي" في قرية الشجرة بفلسطين عام 1936 وخرج منها عام 1948م بعد الاجتياح الإسرائيلي.. ومن هذا الحين لم يعرف الاستقرار أبدا، فبعد أن مكث مع أسرته في مخيم "عين الحلوة" بلبنان، وتعلم في مدرسة "اتحاد الكنائس المسيحية" حتى الابتدائية، اتجه كعامل بسيط إلى بساتين الحمضيات والزيتون، لكنه وجده عملا مملا، وآثر أن يرحل إلى طرابلس ليتعلم مهنة يكتسب منها قوت يومه؛ فالتحق بمدرسة مهنية هناك وتعلم الميكانيكا، ومنها سافر للسعودية ليعمل ميكانيكيًّا لمدة عامين، ولكن هاجس الفن كان يصطرع داخله فعاد إلى لبنان ليلتحق بأكاديمية لبنانية للرسم، لكنه لم يمكث بها أكثر من شهر بسبب ملاحقة الشرطة له بعد التحاقه بحركة القوميين العرب.

ناجي العلي Pic5a

بدأ ولعه بالرسم منذ كان صبيًا صغيرًا.. فقد عشق حصص الرسم في طفولته وشجعه معلمه "أبو ماهر اليماني" على الرسم، وما زالت كلماته عالقة في ذهن ناجي: "… ارسم.. لكن دائمًا عن الوطن"، وظل كذلك بالفعل ونقل رسمه من ورق الكراسات إلى جدران المخيمات ثم جدران السجون والزنزانات فيما بعد.. وأول ظهور لأعمال ناجي كرسام كاريكاتير معترف به كان على يد الصحفي "غسان كنفاني" حينما حضر إلى مخيم عين الحلوة، وشاهد لوحات ناجي فأخذها ونشرها في جريدة

الحرية، وكانت أولى لوحاته عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد مصممة على التحرير، وفي مجلة "الحرية" العدد (88) تاريخ الإثنين 25 أيلول 1961 وتحت عنوان "ينتظر أن نأتي!" قدم غسان كنفاني ناجي العلي للإعلام.

ويقول ناجي العلي عن هذه الفترة: "المرحوم غسان كنفاني هو الذي اكتشفني وقدمني للإعلام، ففي إحدى زياراته الدورية لمخيم عين الحلوة وقع على ثلاثة رسوم لي وضعها تحت إبطه ومضى، وبعد فترة فوجئت بها منشورة في مجلة الحرية حيث كان يعمل في تلك الفترة؟

لم تصدق عيناي ما رأتا ولا كذلك قلبي الذي أخذ يتراقص فرحًا بهذا الإنجاز الكبير، شعرت بعد ذلك أن غسان كنفاني هو أب من نوع استثنائي خاص.. أب للإبداع يكتشفه ويقدمه ويشجعه على المضي في المغامرة".

وفي عام 1963 سافر ناجي للكويت ليعمل محررًا ورسامًا ومخرجًا صحفيا ثم تنقل في عمله من جريدة لأخرى فكانت محصلة تجاربه ثرية ما بين (الطليعة الكويتية، السياسة الكويتية، السفير اللبنانية، القبس الكويتية، وأخيرًا القبس الدولية).

وللرسم.. عذاب!

من الصعب أن تعبر عما تموج به نفسك بكلمات على ورق، ولكن الأصعب هو أن تعبر عنه بالرسم؛ فالرسم وتحديدًا الكاريكاتير هو الفن الذي برع وأبدع فيه ناجي فقد عبّر عما بداخل أي عربي وليس ذاته فقط.. امتازت لوحاته بالسخرية الباكية، مؤمنًا بـأن "شر البلية ما يضحك"، وكانت أقرب ما تكون من العفوية والصدق.. بخلاف هذا امتازت كل لوحاته بالحس الوطني القومي، فقد نجح ناجي في أن يعبر عن نفسه بالرسم، وأن يجعل الكاريكاتير سلاحا ماضيا في المقاومة.. وكأن قدر الأجساد النحيلة أن تحمل همما عالية فقد كان لناجي روح قتالية، وهي كما تتعدى حدود جسده الضئيل فهي تتعدى الانتماءات الضيقة الحزبية والطائفية؛ فهو يقول عن نفسه: "أي بندقية تتوجه إلى العدو الإسرائيلي تمثلني، وما سوى ذلك فلا".. كان يرى أن فن الكاريكاتير وجد للنقد وليس للترفيه.

رغم كثرة أعماله وتعددها (نشر له أكثر من 40 ألف لوحة بخلاف ما مُنع نشره) فإنها أبدا لم تكن تأتيه كيفما اتفق بل كان يعاني كثيرا أثناء عملية الإبداع، ربما لأن همه الذي حمله صدره كان كبيرًا، وهذا ما يفسر تلك السعادة الغامرة التي تعتريه حينما ينهي إحدى لوحاته فقد عبر عن ذلك قائلا: "الرسم هو الذي يحقق لي توازني الداخلي وهو عزائي، ولكنه يشكل لي عذابًا كذلك".

وهذا الهم والألم الذي يعتصره كل لحظة لم يكن ليغير من روح الطفل التي يحملها بين جوانحه ويتأمل بها مع إبداعه، ومن طريف ما روي عن ناجي أنه إذا استعصت عليه فكرة ناقشها مع أحد أصدقائه حتى تستوي الفكرة في ذهنه.. حتى إذا شرع في الرسم استلقى على بطنه كطفل صغير وبدأ في الرسم، لم تكن لوحات ناجي مجرد خطوط سوداء على ورق أبيض وإنما تميزت جميعها بنكهة ذات مذاق خاص.. خاصة بعد ميلاد "حنظلة" شخصيته الرئيسية وبطله الرمزي، ومنهجه البسيط الذي اعتمد فيه على الترميز فحينما يرسم شخصا ما متنكرا متكرشا فهو يعني السلطة.. أما النحيل رث الملابس فهو المواطن المنسحق المقهور، أعجب كثيرا بلوحات "صلاح جاهين"، و"رجائي"، و"بيار صادق.."، لكنه لم يحاكهم في الرسم.

حنظلة.. سأستمر به بعد موتي

وُلد حنظلة في الكويت عام 1969 في السياسة الكويتية.. ولم يطلب به ناجي الشهرة أو التميز عن باقي الفنانين بقدر ما طلب من حنظلة نفسه أن يكون ضميره اليقظ وقلبه النابض.

رسمه صبياً في العاشرة من عمره واختار أن يكون طفلاً ليعبر عن البراءة والصدق وأسماه بحنظلة كرمز لمرارة الألم، لم يكن حنظلة شخصية ثابتة غير نامية، وإنما كان شخصية حية نابضة تختلف مواقفها حسب سياق الواقع من حولها ففي بداياته قدمه ناجي صبيًّا فتيًّا مقاتلاً متفاعلاً فتارة يكون شاعرًا وتارة يكون جنديًّا.. وفي مستوى آخر فإنه في الفترة الأخيرة من حياة ناجي قدمه بصورة مغايرة تمامًا وذلك بعد حرب 73 فقد أدار حنظلة ظهره للقراء وتشابكت يداه الصغيرتان معًا خلف ظهره، وسكت عن الكلام ربما ليكون مجرد شاهد وضمير أمة؛ وذلك لأن ناجي كان يرى أن تلك الفترة ستشهد عملية تطويع وتطبيع.

كان ناجي يحب حنظلة وربما توحد معه أو كان معبرا عنه فقد قال عنه بكل فخر: "هذا المخلوق الذي ابتدعته لن ينتهي من بعدي بالتأكيد، وربما لا أبالغ إذا قلت إنني قد أستمر به بعد موتي"، وأعتقد أنه كان له ما أراد...

ناجي.. بين التكريم والتخوين!!

نال ناجي في حياته وبعد مماته تكريما واحتفاء شديدين فقد أُقيم لناجي معارض عديدة في بيروت ودمشق وعمان والكويت وواشنطن ولندن… بالإضافة إلى أنه فاز بالجائزة الأولى في معرض الكاريكاتير العربي بدمشق (المعرض الأول والثاني) عام 79 و80م… وحصل كذلك في عام 88 على جائزة "قلم الحرية الذهبي" من قبل الاتحاد الدولي لناشري الصحف في باريس؛ فكان أول عربي يحصل على الجائزة، كما اختارته صحيفة "أساهي" اليابانية كواحد من بين أشهر عشرة رسامين للكاريكاتير في العالم. بالإضافة إلى التكريم الذي ناله بعد اغتياله؛ فقد أقيم مركز ثقافي في بيروت أطلق عليه "مركز ناجي العلي الثقافي"، كما حمل اسم ناجي العلي اسم مسابقة أقامتها جريدة السفير، كما تسابق الشعراء المجيدون لرثائه، مثل: "نزار قباني"، "عبد الرحمن الأبنودي"، و"أحمد مطر" في قصيدته ما أصعب الكلام...

وغيرهم الكثير.

ولعل ما كان يناله من تكريم هو الذي أيقظ عليه من يكرهونه فحينما أخرج الفنان "عاطف الطيب" فيلمًا عن ناجي العلي قام ببطولته الفنان "نور الشريف"، هاج الكثيرون وماجوا وأعلنوها حربا شعواء على الرجل ونشروا أعماله الكاريكاتيرية التي يرونها مسيئة إلى العرب وإلى مصر تحديداً.. ورغم أن أعماله اتصفت دوما بالقسوة، لكنها قسوة الابن على أوضاع أسرته المتردية.. ومَن مِن المثقفين والمناضلين لم يقسُ على بلادنا العربية وهي تتنكر للكفاح والتحرر وتُقبل على التطبيع والخنوع؟

ناجي اغتيل مرتين.. لكن حنظلة لا يزال حيا..

ناجي العلي Pic5b
آخر رسم نشر للفنان ناجي العلي يوم اغتياله

كل من تتربص به العيون وتكيد له العقول قد يقاتل مرة واحدة.. إلا أن ناجي اغتيل مرتين الأولى في 22-7-1987 حينما كان ناجي في طريقه للعمل في شوارع لندن حيث كان يعمل في جريدة القبس الدولية.. أطلق عليه النار شخص مجهول الهوية اخترقت الرصاصة صدغه الأيمن لتخرج من الأيسر وفر الجاني هاربًا.. سقط ناجي في بركة من دمائه وفي يده اليمنى مفاتيح سيارته، وتحت إبطه الأيسر رسومات يومه، ذلك الرفيق الذي لم يفارقه يوما، تاركًا خلفه زوجته "وداد" أخت صديقه الحميم "محمد نصر" وأم أولاده: خالد، أسامة، ليال، جودي.

وظل في غيبوبة بعد أن نُقل للعناية المركزة حتى وافته المنية في 29-8-87، ودُفن في مقابر "بروك وود الإسلامية" بلندن بعدما رفضت السلطات البريطانية نقل جثمانه إلى مخيم عين الحلوة كما وصَّى.

والثانية حينما نحت له الفنان "شربل فارس" تمثالا بالحديد يبلغ طوله 275 سم وعرضه 85 سم جعله "شربل فارس" حاملاً رسومه في يده اليسرى، وشكّل كفه الأيمن على هيئة قبضة قوية تظهر منها العروق بوضوح.. نُقل التمثال إلى مدخل عين الحلوة، ولم يمكث هناك طويلاً فقد تم تفجيره وإطلاق النار على عينه اليسرى، ثم تم حمله، ولم يعرف مكانه حتى الآن!!

يُذكر أنه في 17-8-87م تم القبض على "إسماعيل حسن صوان" فلسطيني يعمل بالجيش الأردني ينتمي لمنظمة التحرير الفلسطينية للاشتباه بعلاقته باغتيال ناجي، وحكم عليه بالسجن 11 عامًا، لكن ليس بسبب اغتيال ناجي، لكن بسبب حيازة الأسلحة.

وما زالت الاتهامات تتفاوت ما بين منظمة التحرير الفلسطينية والموساد الإسرائيلي.. وقد يكون كلاهما!!

وبالطبع لم تكن يا ناجي مبالغا حين قلت: "لا أبالغ إذا قلت إنني قد أستمر به بعد موتي" فقد ظل حنظلة يذوق المرار ونذوقه معه كمدا وأسفا، ولا أدري إن ظل ناجي معنا حتى يومنا هل كان سيكتفي حنظلة بإدارة ظهره وعقد كفيه أم تراه سيتمدد ميتا من أثر المرار؟


******************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7modi.ahlamontada.com
طبيب جراح

مدير المنتدى¤**¤مدير المنتدى¤*
طبيب جراح


ذكر عدد الرسائل : 3918
العمر : 37
علم الدولة : ناجي العلي Pal_Flag
رسالتي :

My SMS


مشتـــــــــــــاق لك


تاريخ التسجيل : 10/09/2007

ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ناجي العلي   ناجي العلي I_icon_minitime21/12/2007, 7:18 pm

كتب ناجي العلي

ناجي العلي Najibook1

كاريكاتور ناجي العلي..ناجي العلي

***

ناجي العلي: الهدية لم تصل بعد!!مقالات وكاريكاتير.. ناجي العلي ومجموعة من الكتاب

***

ناجي العلي Najibook2

ناجي العلي.. كامل التراب الفلسطيني.. من أجل هذا قتلوني.. محمود عبد الله كلم

***

ناجي العلي Najibook4

ناجي العلي..الشاهد والشهيد.. د. عمر عبد العزيز

***
ناجي العلي Najibook3

الموضوع والاحداث في فن ناجي العلي.. أحمد عنبوسي

***

ناجي العلي Book10

اكله الذئب:السيرة الفنية للرسام ناجي العلي.. شاكر النابلسي

***

الحياة الشعبية فى رسوم ناجي.. سعد الخادم

***

ناجي العلي Najibook9

دراسة فى ابداع ناجي العلي.. عبده الاسدى و خلود تدمري

***

ناجي العلي : بين مدهش الملهاة ومفجع المأساة.. ماهر اليوسفى

***

ناجي العلي Najibook7

حنضلة العلي.. منصف المزغيني

***


******************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7modi.ahlamontada.com
غربة الروح

مشرفة قسم¤**¤مشرفة قسم¤*
غربة الروح


انثى عدد الرسائل : 2406
العمر : 40
علم الدولة : ناجي العلي Pal_Flag
رسالتي :

My SMS


لو تعزني ما تركت الدمعة في قلبي وعيني
ما تركت للهمـ همـ يشتري ويبيع فيني


تاريخ التسجيل : 02/10/2007

ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ناجي العلي   ناجي العلي I_icon_minitime26/12/2007, 12:42 am

بجد يسلموووو دكتوووور لمجهودك الطيب معنا
ويعطيك الف عافية
تحياتي دمت بخيرررر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صدى الكلمات

المشرفة العامة¤**¤المشرفة العامة¤*
صدى الكلمات


انثى عدد الرسائل : 3387
العمر : 38
علم الدولة : ناجي العلي Pal_Flag
رسالتي :

My SMS


أن تضيء شمعة صغيرة خير لك من أن تنفق عمرك تلعن الظلام

صدى الكلمات


تاريخ التسجيل : 15/09/2007

ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ناجي العلي   ناجي العلي I_icon_minitime26/12/2007, 7:20 am

"لا أبالغ إذا قلت إنني قد أستمر به بعد موتي"
***

ناجي العلي سخصية عظيمة ستظل باقية بقاء الدم في الجسد
وستبقي يا حنظلة رمزا
ناجي العلي 7ndlh

يسلمووو محمد مجهود كبير ورائع بحق مناضلنا الكبيررر
يعطيك الف عافية
تحياتي لمجهودك الطيب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فارس الليل

عضو متقدم¤**¤عضو متقدم¤*
فارس الليل


ذكر عدد الرسائل : 753
العمر : 33
علم الدولة : ناجي العلي Pal_Flag
رسالتي : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --><form method="POST" action="--WEBBOT-SELF--"> <!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style="padding: 2; width:150; height:104"><legend><b> My SMS </b></legend> <marquee onmouseover="this.stop()" onmouseout="this.start()" direction="up" scrolldelay="2" scrollamount="1" style="text-align: center; color=black; font-very large: Tahoma; " height="78">اكتب رسالتك هنا</marquee></fieldset></form><!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->
تاريخ التسجيل : 15/09/2007

ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ناجي العلي   ناجي العلي I_icon_minitime26/12/2007, 4:21 pm

مشكور حبيبي
وما قصرت
دمت بخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طبيب جراح

مدير المنتدى¤**¤مدير المنتدى¤*
طبيب جراح


ذكر عدد الرسائل : 3918
العمر : 37
علم الدولة : ناجي العلي Pal_Flag
رسالتي :

My SMS


مشتـــــــــــــاق لك


تاريخ التسجيل : 10/09/2007

ناجي العلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ناجي العلي   ناجي العلي I_icon_minitime27/12/2007, 6:17 am

مشكووووووووورين حبايبي على المرور
منورين
تحياتي لكم جميعا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7modi.ahlamontada.com
 
ناجي العلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتاة سعودية تقتل والدها بسبب جواد العلي!!!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: •°•..¤* المنتــدى الــعـــــام *¤..•°• :: •°• العـــــــــام •°•-
انتقل الى: