أحب عنكبوتاً 0

موضوع: أحب عنكبوتاً 0 5/12/2007, 11:48 pm

أحب عنكبوتاً ،،

في غرفتي عنكبوت يفقدني صبري و صوابي ، أصغر عنكبوت رأيته بحياتي ،
ليس له لون سوى خيال رمادي شاحب ، صغير لدرجة أنكم تحتاجون مكبرة لرؤيته ، ومع ذلك أعند من أعند ملخوق صادفته ، يعطيني دروساً في فن العناد والتشبث بالرأي و.. ربما ! بالمثابرة ..

قصتي معه بدأت ذات يوم نظيف قررت فيه أن لا أدع في غرفتي أثراً لذرة غبار ، كان اليوم العالمي للقضاء على الغبار وأعترف بأني لم أشعر بالرضا قط من تنظيف الخادمة لغرفتي التي هي عالمي ..
* قلت لها :
إذهبي وإفعلي أي شيئ تريدينه .. ، وهاتي كل عدة القتال المشروعة التي تتسلحين بها للتنظيف ..
تهللت أساريرها .. وإبتهجت ، وبسرعة البرق وجدتها تهديني بسخاء حاتمي كمية لم تقع عيني على أكثر منها من مواد التنظيف !
* سألتها : هل تنظفين غرفتي عادة بكل هذه المساحيق والبخاخات والملمعات والصوابين ؟؟
إبتسمت إبتسامة خبيثة ... وأومأت أن نعم ،
يالك من كاذبة .. إبتسمت أنا أيضاً قائلةً في سرّي ..
* حسناً : إختفي من وجهي الآن قبل أن أغير رأيي
هرولت كأنها بيوم إجازة العيد ،

عقصت شعري للخلف وثبته بأكبر ملقط شعر إشتريته خصيصاً لحالات الطوارئ التي تسمى أيام الإمتحانات المحمومة ، حيث أمنع حتى خصل شعري من أن تلهيني عن إلتهام كتبي ..

لبست "الأوفارول" مثل عمال الصيانة وألقيت نظرة على نفسي بالمرآة الكبيرة التي هي باب خزانتي ..، وجدتني مضحكة بعض الشيئ .. والإصرار الذي يجتاحني للتنظيف يسحبني من أمام المرآة قبل أن يصير للوقوف ثرثرة غير منتهية بين أنا وأنا ..

بدأت معركتي التي أنا فيها صاحبة حق ضد أي أوساخ دخيلة تريد استعمار أي مساحة من وطني الصغير الذي ألوذ بين جدرانه كل يوم ..

لم أكن متسلسلة .. إتبعت طريقتي الخاصة .. فأنا لست خبيرة تماماً بمثل هذه الأمور ! كنت أنظف كل ما لم يعجبني من تنظيف الخادمة وعلى رأس قائمتي الزجاج والمرايا لأنها إن لم تلمع حد البريق .. لا أحبها وأعاف النظر إليها ..
نظفت ورتبت .. ثم ، أمسكت بالمكنسة الكهربائية السلاح الدماري الشامل لأي أتربة وغبار وأوساخ .. كدت أنتهي .. أغلقت الباب ورحت أنظف خلفه ، لفتني في الزاوية المعتمة بيتاً شبكياً هشاً (( بيت عنكبوت )) ، إستنكرت واتسعت عيناي دهشة : ياويلي في غرفتي عنكبوت !!! كيف ومتى جاء ؟ ومن سمح له ؟؟
صحيح ( ماحك جلدك مثل ظفرك ) والتنظيف له أهله قلت لنفسي ذلك وأنا أسحب تلك الخيوط الرقيقة بالمكنسة ذات الصوت الأجش .

مضت بضعة أيام على معركة النظافة تلك ...
وفي أحد الأيام وبحركة لا شعورية مني كنت ألتقط شيئاً سقط من يدي باتجاه الزاوية التي خلف الباب فنظرت نظرة خاطفة متفحصة وإذ بي أجد بنفس المكان بيت عنكبوت !!!
ماذا !! مرة ثانية ! أزلته بلا تردد .. وأنا أقول لنفسي: " أفٍ للخادمة ولتنظيفها "،

* ناديت عليها وقلت لها بلهجة حادة : مابالك ألا تنظفين وراء الباب ؟؟
- قالت : بلى !
* وكيف تفسرين وجود بيت عنكبوت يقبع وراء بابي ؟؟
- لاأدري !
* تنظفين أم لا ؟؟
- أنظف
* إذاً !!
- أقسم إني أنظف
* حسناً من الآن فصاعداً أريد منك الإهتمام بهذه الزاوية بالذات هل هذا واضح ؟
- حاضر ،
* أشكرك .. إذهبي ،

عزمت في نفسي أن لا أتهاون مع هذه الخادمة فالنظافة من الأساسيات في قاموسي ،

باليوم التالي .. نظرت وراء الباب فــ ... وجدت بيت العنكبوت !!!
يا إلاهي .. ماهذا ؟!
ناديت على الخادمة وأنا أستشيط غضباً ..،

* ألم تعديني أن تنظفي جيداً ؟
- فعلت والله
* وماهذا وراء الباب هنا ؟؟
- بدهشة : لا أدري لكني نظفت بالمكنسة الكهربائية وهذه الزاوية بالذات ..!!
" ماذا عساي أن أقول ! البنت تحلف بالله !"
.. حسناً ،، لنرى قلت لها ،

حقيقة بدأ الموضوع يشغلني رغم سخافته .. فمن أين يأتي هذا العنكبوت ! وأين هو ؟ ولماذا دائماً أرى بيته فقط ولا أراه ؟؟
أزلت الخيوط العنكبوتية بنفسي وفي الصباح كان أول ما فعلته بعد إستيقاظي هو النظر وراء باب غرفتي ...
" لا !! لا أصدق .. بيت العنكبوت هنا !! بنفس المكان والزاوية والحجم ! ولا كأني فعلت شيئاً بالأمس !"
" هل هذا سحر ؟ هل أضحك ؟ أم ماذا ؟ "
أزلت الخيوط الحريرية اللامعة وذهبت لأمري ..
وفي المساء .. تفقدت المكان .. إحزروا ماذا ، .. بيت العنكبوت كان هنا .. !
مضحك بالفعل ، ولا أخفيكم سراً :
فكرة أن هناك من يتحداني في غرفتي بدأت تروق لي ..
صدقوني تشوقت لرؤية هذا المخلوق الفذ المهندس البارع الذي يبني شبكته بكل مرة بسرعة فائقة !
لم أخرّب له بيته هذه المرة .. فأنا أريد أن أراه ..

... وعندما رأيته أقسم أني لم أصدق ! حجمه صغير جداً ويشبه الخيال لضآلته !
" أيعقل ؟؟ أن يكون مخلوقاً بهذه الهزال ممتلكاً لإرادة بهذه القوة ؟ "
" أيعقل أن يدافع عن بيته ويعيد بناؤه المرة تلو المرة بإصرار يفوق ما يفعله إنسان يـُهدّم منزله ؟ ومما يفعله إنسان تـُحتل أرضه عنوة ً ؟ أن يفكر بأن هذا حقه وأنه لن يسمح لأحد بأن يخرجه من مساحة راق له طيب الإقامة فيها ؟ أيكون هذا المخلوق أشد بأساً وأقوى عزيمة منا .. نحن بني البشر ؟؟ "
سيل من الأسئلة تزاحمت بعقلي رفدها سيل آخر :
من أين له هذه الخيوط ؟ وبأي طاقة نسجها ؟ ما مصدرها إذا كان لا يأكل ولا يشرب ؟ كيف يعيش ؟ وكيف يقوت نفسه ؟؟ وبزاوية غرفتي المعتمة أي حشرة ستمر ليصطادها ؟ وأي عذاء يتأمله هذا الصغير ؟
" إنه حي .. حي ! لكن هل يرزق ؟ سبحان الله لا أملك إلا أن أقول سبحانه "

أبعدت عني التساؤلات و.. نفخت عليه فهرب ، أزلت بيته ضاحكة لأني على يقين بأني سأجده باليوم التالي .. فقط أردت زيادة التأكد ،
وفعلاً كان ظني بمحله البيت الحريري هنا .. وراء بابي .. ، لم تعد لدي رغبة بتخريبه فقد طابت نفسي لهذا العنكبوت عن مساحة احتلها في ملكي ،

* سألته مرة : هل تتحداني ؟ إلا تعلم إني قادرة على سحقك بكل بساطة ؟ وبدون أدنى ذرة من تأنيب ضمير ؟
لم يجبني .. بل ظل قابعاً بوسط شبكته مزهواً بنصره علي ، حتى لم يكلف نفسه عناء التحرك .. كما لو أنه ألفني ! تخيلوا أنه لم يعد يخافني ! أم ... أنه يثق بي ؟؟
" أيعقل أن يثق بي وبأنه يتوجب عليه الإبتعاد فقط في حالة أن انفخ عليه .. !
"أيكون ذكياً لهذه الدرجة ؟ أم أني شطحت بعيداً ؟"
عنيد جداً .. جداً..، أقولها لكم وأنا أضحك وأقسم بأني تعلمت منه أشياء كثيرة ،
و ... أعترف بأني بدأت أحبه !
ياناس أحب عنكبوتاً فهل تصدقون ؟؟
أحياناً يأخذني التفكير بأني يجب أن أجلب له طعاماً وأطرد الفكرة قبل أن أصنف برتب المجانين ..،

أتدرون ... تمنيته لو كان رجلاً ، أجل (( ر ج ل ا ً )) ،،
رجلاً يكون أعند مني ، يتمتع بصبر وإصرار عجيبين على التواجد عنوة بعالمي ، رجل صامت .. غامض .. لا يقول .. لكنه يفعل .. ويترك لي آلاف التأويلات لتتزاحم بعقلي بلا هوادة ، ...
رجل ينصب لي الشباك .. مرة تلو الأخرى ..لا يكل ولا يمل ، شباك لأقع بها .. لكنها شفافة لا تحجب عني النور ولا الهواء ولا ألوان السماء أو نسمات المساء ..

أستيقظ من أحلام يقظتي وأنا جالسة على الأرض مشبكة يدي على ساقاي وظهري للجدار بجوار عنكبوتي .. ألتفت إليه فأجد بيته فارغاً ..
أعلم أنه راح يبحث عن رفيقة .. سيخونني هذا الصغير لا محالة .. لكن ، عندما يأتي بحبيبته سأطرده وإياها من غرفتي شر طردة ..
ساصبر لأرى مايكون ..
وأنت .. أيها الرجل .. المنتظر : متى سألاحظ شباكك من حولي تحتل مساحاتي ؟ ..
لأحبك .. كما أحببت العنكبوت ؟

تحياااااتي

موضوع: رد: أحب عنكبوتاً 0 27/12/2007, 12:59 am

يسلموووو صدى قصة جميلة
تحياتي تئبلي مروري
دمتي بووود

موضوع: رد: أحب عنكبوتاً 0 27/12/2007, 6:11 am

يسلمو صدى
قصة حلوة
تحياتي لك

موضوع: رد: أحب عنكبوتاً 0 27/12/2007, 3:07 pm

غربة الروح كتب:: يسلموووو صدى قصة جميلة
تحياتي تئبلي مروري
دمتي بووود

الله يسلمك حبيبتي منورة

تحياتي الك ميمو

موضوع: رد: أحب عنكبوتاً 0 27/12/2007, 3:08 pm

طبيب جراح كتب:: يسلمو صدى
قصة حلوة
تحياتي لك

الله يسلمك محمد

منور تحياتي الك