خصائص الشعر الوصفي في العصر الجاهلي

خصائص الشعر الوصفي في العصر الجاهلي


بسم الله الرحمن الرحيم
ابصر الساعر البدوي ما حواليه وامتزج به امتزاجا قويا فوصفه وشمل في وصفة البلاد ارضا وسماء وما في البادية من حيوان ونبات وجماد وما هنالك من مظاهر الطبيعة من اطلال وحل وترحال وحروب ومجالس انس ولهو وما تحمله الطبيعة من امطار وصحو ورياح والى غير ذلك من مشاهد البادية
ولم يكن الوصف عادة غاية في ذاته بل كان الشاعر يلجا اليه كبرهان يدعم به حجته او وسيلة ينال بها رغائبه او سبيلا سالكة الى تحريك الشعور واثارة العواطف ومن اشهر الشعراء الوصافين ( امرؤ القيس , عنترة العبسي , وزهير ابن ابي سلمى وآخرون )
ووصف الشاعر الجاهلي كل ما كان يدور في حياة البادية فمثلا في وصف المعارك كان يعترف بهزيمة قومه ان هزموا وولوا الادبار ونكصوا على اعقابهم وفي اثناء ذلك لا يبخل على اعدائهفي وصف شجاعتهم وبلاثهم بالحروب ليدل على قوته وشدة باسه في مجابهتهم كما قال عتنرة العبسي :
ومدجج كره الكماة نزاله لا ممعن هربا ولا مستسلم
فشككت بالرمح الاصم ثيابه ليس الكريم عن القنا بمحرم وكان الشاعر البدوي معتدا بنفسه وبقبيلته ففخر بها وكان موضوع فخره مكارم الاخلاق وشرف النسب وبيض الفعال في ايام السلم والحرب كما قال عمرو بن كلثوم :
ابا هند فلا تعجل علينا وانظرنا نخبرك اليقينا
بأنا نورد الرايات بيضا ونصدرهن حمرا قد روينا
اذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له الجبابر ساجدينا
زقد امتلأت حياة الشاعر في ذلك الوقت بذكر المرأة لكثرة فراغه واتصال حياته بحياتها فهو يصفها بالشمس والبدر والدمية والظبية والقطاة ويصف اسنانها بالاقحوان وثغؤها بالبلور وخدها وترائبها بالمرآه وشعرها بالحيات والعناقيد ووجهها بالدينار ورائحتها بالمسك والاترجه ونرى ذلك في وصف المثقب العبدي لحبيبته وهي على ظهر البعير :
كغزلان خذلن بذات ضال تنوش الدانيات من الغصون
أرين محاسنا وكنن أخرى من لاجياد والبشر المصون
وكان للرجل حصة في وصف الشاعر الجاهلي فوصفه بالبحر في غضبه وبالاسد والذئب في شجاعته وبالنصر في شموخه وابائه وبالصخر الاصم في قوته كما قالت الخنساء واصفة اخوصا صخرا:
وان صخرا لوالينا وسيدنا وان صخرا اذا نشتو لنحار
وان صخرا لتأتم الهداة به كأنه علم في راسه نار
وكانتالخمر تأتي ال ى جزيرة العرب من سوريه وفلسطين وغيرها من من البلاد المجاورة فتصل الى البادية غالية الثمن فلا يقدم على شربها الا من كان ذامال وبذل وكرم على نفسه وقد شربها بعض الشعراء ووصفوها مفتخرين بكرمهم على انفسهم في الملذات كما قال طرفة بن العبد :
فمنهن سبقي العاذلات بشربه كميت متى يعل بالماء يزبد
كريم يروي نفسه في حياته ستعلم ان متنا غدا اينا الصدي
وصف الشاعر الجاهلي راحلته التي اعتبرها صديقته ورفيقة دربه في حله وترحاله وهي احد اهم اسلحته في المعركة وكان في كل قصيدة يتغنى بها ويصف سرعتها وقوتها وذكائها ليدل على قوته وفروسيته كما وصف امرؤ القيس جواده قائلا:
مكر مفرمقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل
كميت يزل اللبد عن حال متنه كما زلت الصفواء بالمتنزل
له ايطلا ظبي وساقا نعامة وارخاء سرحان وتقريب تتفل
وعلى هذه الشاكلة من الحسية في الوصف والتشبيه عند الشاعر البدوي نرى انه يستقي اخيلته من العالم الحسي المترامي حوله وجعله تمسكه بهذه الحسية اذا وصف شيئا ادق النظر فيه وفي اجزائه وفصل الحديث فيه وكأن الشاعر نحات لا يصنع قصيدة بل تمثالا............

اخواني واخواتي لقد صورت لكم جزءا عن كيفك الشعر في العصر الجاهلي او عصر ما قبل الاسلام في وصفة واغراصه مع تمنياتي بأن ينال اعجابك


تحياني